ضحى الإسلام > مراجعات كتاب ضحى الإسلام > مراجعة Nàdjwá

ضحى الإسلام - أحمد أمين
تحميل الكتاب مجّانًا

ضحى الإسلام

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ضحى_الإسلام

#تأليف_أحمد_أمين

#عدد_الصفحات:968 صفحة.

موضوع الكتاب بصفة عامة هو دراسة الجانب العقلى و الفكرى للحضارة الاسلامية ففي حين نجد الكثير من الكتاب قديما و حديثا إهتموا بالجانب التاريخي و السياسي للحضارة الاسلامية كتاريخ الاحداث ، الحروب و الوقائع و حياة الملوك و الخلفاء نجد الكاتب أحمد أمين تخطى هذا الجانب كلياً و سار بثبات نحو الكشف عن جانب آخر عميق و مميز هو الجانب العقلي للأمة الاسلامية على مر عصورها الأموي فالعباسي و قد أصاب إلى حد بعيد في قوله ( ... أن تاريخ اىَ أمة هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب ...) .

قسم أحمد أمين كتابه هذا #ضحى_الاسلام إلى ثلاثةِ أجزاءٍ و جعل لكلِ جزءٍ منه أبواباً ، فتناول في بابه الأول الحياة الاجتماعية في العصر العباسي و طبيعة سكان المملكة في ذلك العصر و حدث من صراع بين العرب و الموالي ،حياة اللهو و حياة الزندقة و الإيمان ، أما الباب الثاني منه فكان غنيا بذكر الثقافات التي سادت خلال العصر العباسي من ثقافة فارسية ،هندية ،يونانية عربية و دينية أيضا مع إمتزاج بين الكل.

في حين جاء الجزء الثاني تحت عنوان الحركة العلمية في العصر العباسي الأول ليدخل بذلك في موضوع كتابه ،حيث ألم بجوانب هته الحركة من معاهد و مراكز و شرح للحديث و التفسير ،اللغة الأدب و التاريخ ...

أما الجزء الثالث و الأخير فأفرده بتمهيد لنشأة علم الكلام و عنى بذلك مختلف المذاهب الدينية من معتزلة ،شيعة ،مرجِئة و خوارج.

- مع إتساع رقعة الدولة الإسلامية و دخول الكثير من الأجناس الدين الإسلامي و إختلاط الناس تجارةً و جواراً و حتى نسباً أدى ذلك كله إلى ظهور نوع من الصراع الباطن و أحياناً الظاهر بين العرب الفاتحين و الموالي أصحاب الأرض كما ظهرت الشعوبية كما يقال في اللسان: «والشعوبي هو الذي يصغر شأن العرب، ولا يرى لهم فضلا على غريهم.».

- يقول أحمد أمين أن العباسيون إتجهوا إلى تعليم الجواري إتجاها قويا و أكثر عنايتهم كان بتعليم الغناء حيث إنتشر في هذا العصر انتشارا كبيرا ، كما نجد بالمقابل كثيرا من الحرائر اشتغلن ببعض العلوم، ولكن أكثر ما اشتغلن به كان الباعث عليه دينيٍّا كثيرا من المحدثات والمتصوفات. .

_ و يضيف بقوله :ولئن اغتبط الأدباء بما أنتجته هذه الحالة الاجتماعية من شعر رقيق، وفن بديع،ُ فإن رجال الدين والخلق ساءهم ما نتج عن ذلك من لهو خليع، واستهتار شنيع. وأخذ الأولون يحثون الناس على الاستمتاع بهذه الحياة وجني ثمارها، وأخذ الآخرون ينعون على الناس لهوهم وفجورهم، ثم يفرون من هذا كله إلى الزهد في الحياة، والهرب من مذائذها.

- يرى الكاتب أن الأمر ما كان يصل إلى

َ هذا الحد لولا الفرس؛ فهم الذين دفعوا الناس إلى حياة ترف ألفوها هم وآباؤهم عنَ عهد الأكاسرة، وعلموهم كيف يكون الإفراط في طلب الملاذ من طرق فنية أكسبتهم إياهاحضارتهم القديمة، لا من طريق ساذج كالذي يعرفه العرب. هل كان يعرف العرب مجالس الغناء المتقنة، ومجالس الشراب المترفة، وحياة النعيم الناعمة لولا الفرس؟فعظماء الفرس كالبرامكة وأمثالهم أرشدوا الناس إليها، وفنّانوهم كإبراهيم الموصلي غنوهم عليها، وشعراؤهم كبشار بن برد كانوا لسانهم الناطق بها.

- يقول الكاتب لئن كانت مدرسة جندياسبور لها الأثر الكبير في نشر الثقافة اليونانية في الطب، وما إليه من فلسفة، فمدرسة حران كان أثرها الأكبر في الرياضيات، وخاصة الهيئة. ولعل ما في ديانتهم من تعظيم الكواكب، وإقامةالهياكل لها كان باعثًا على نبوغهم في العلوم الرياضية والفلكية.

- أخذ الكاتب مثال عن علماء الفرس و هو إبن المقفع حيث يقول كان ابن المقفع ينظر إلى المملكة الإسلامية،وما فيها من نظم ناقصة في بعض نواحيها، وينتقل عقله بسرعة إلى قومه الفرسِ فيقارن بين ما يرى أمامه، وما أرشده إليه التاريخ الفارسي، فتوحي إليه هذه المقارنة مقترحات الإصلاح، وتصطدم هذه المقترحات أحيانًا بنظرات رجال الدين.

- من وجهة نظر أحمد أمين ان العِلمان (الطب والنجوم) هما العلمان اللذان أوصلا المسلمين إلى ساحة العلوم الفلسفية، والسبب في ذلك أن التخصص الذي نفهمه الآن، ونراهفي دراسة الطب والهيئة لم يكن معروفًا في هذا العصر العباسي؛ فكان الطبيب والمنجم يلمان بكثير من المسائل الفلسفية. وتكاد تعد الفلسفة كوحدة، فروعها؛ الطب،والإلهيات، والحساب، واملنطق، والموسيقى، والهندسة، والهيئة، فالطبيب والمنجم يلمانغالبًا بكل ذلك، ثم يتبحران في الطب أو التنجيم، وكانت رغبة الأطباء والمنجمين في إتقان فنونهم تحملهم على معرفة اللغات .

- يرى أحمد أمين أن الفكر العربي كان فكرا عربيًا خالصا (إلاقليلا َّ ) في الجاهلية من حيث طبيعته ومن حيث لغته، أما في الإسلام فنحن نسميه فكراعربيا على نوع من التجوز، وهو في الواقع فكر أمم مختلفة اتخذت اللغة العربية أداة لتفكريها، وهو فكر العرب وفكر الفرس وفكر الروم مِزَج ً كله مزجا قويًا، واتخذ اللغة العربية أداته، واتخذ الإسلام أساسه.

- يرى الكاتب أن سبب تغير مدلول الكلمات يرجع أن الإسلام أدخل في اللغة معاني جديدة لكلمات كثيرة كمؤمن ومسلم، وصلاة وزكاة، وركوع وسجود، فمدلول هذه الكلمات في الجاهلية غيره في الإسلام، فالصلاة التي كان مدلولها الدعاء أصبح مدلولها الحركات والسكنات بأشكالخاصة، وكذلك الزكاة كان مدلولها النماء، فأصبح مدلولها إخراج المال في حال معينةو هكذا....

- يقول أحمد أمين في تفوق أهل العراق في إختراع العلوم و تدوينها (الحق أن العراق بز سائر الأمصار في اختراع العلوم وتدوينها، وعلة ذلك أنَّ سكان العراق بقايا أمم قديمة متحضرة كان بها علم وتدوين، فلما دخل أهله في الإسلام فعلوا في العلوم العربية على قياس أممهم السابقة، فما كان منهم إلا أن طبقوا َّ ما عرض في الإسلام على ما جرى عليه آباؤهم — هذا في العلوم عامة، وأما في علم النحو والصرف واللغة خاصة فإن حاجة البلاد الأعجمية إليها أشد من حاجة البلاد العربي،فما حاجة عرب البادية والحجاز إلى النحو واللغة، وهم يعرفون لغتهم ويتكلمون بهاصحيحة عن سليقة، فإذا كان الباعث على النحو ما بدا من اللحن كان طبيعيًا أن يكونً منشؤه بلدا أعجميًا، ولا أفضل في ذلك من العراق؛ فقد جمع إلى أعجميته ثقافة واسعةعميقة موروثة).

- سمي هذا العلم الذي يبحث في العقائد بالأدلة العقلية والرد على المخالفين بعلم الكلام،وسمي المشتغلون به بالمتكلمين وقد اختلفوا في سبب هذه التسمية؟ فقال بعضهم: إنه سمي علم الكلام، لأن أهم مسألة وقع فيها الخلاف في العصور الأولى مسألة كلام الله و#خلق القرآن، فسمي العلم كله بأهم مسألة فيه، أو لأن مبناه ِ ْ كلام صرف في المناضرات على العقائد، وليس يرجع إلى عمل، أو لأنهم تكلموا حيث كان السلف يسكت عما تكلموافيه، أو لأنه في طرق استدلاله على أصول الدين أشبه بالمنطق في تبيينه مسالك الحجة.

- يقول الكاتب ان ما يميز العصر العباسي هو جو تشيع فيه الفلسفة من قصور الخلفاء،ومن اليهود والنصارى، ومن الفرس، ومن الكتب المترجمة، ومن الأطباء، ومن الجدلوالمناظرة؛ فكانت كل فرقة من معتزلة و شيعة و خوارج تأخذ منه بقدر استعدادها، وبالقدر الذي يتفق وأصولها.

- يصف أحمد أمين فترة الحكم العباسي من ناحية الأدب الذي ميزها بوجود أدب المعتزلة فهو يراه أدب فلسفي، فيه عنصر المعاني أغلب وأقوى؛ أما أدب الشيعة أدب باك أو أدب حزين على فقدان الحق، أو أدب غضبان على أن لم توضعالخلافة موضعها؛ أما أدب الخوارج فأدب القوة، أدب الاستماتة في طلب الحق ونشره،وأدب التضحية، فلا تستحق الحياة البقاء بجانب العقيدة، وأدب التعبري البدوي الذيلا يتفلسف.

📖

✒ حقيقة يعد كتاب ضحى الإسلام مع ما سبقه فجر الإسلام و ما يليه ظهر الإسلام موسوعة و مرجع مهم جدا لمن أراد التعرف عن ميزة العقل العربي و كيف نشأ و ارتقى و ما العوامل التي أثرت فيه و تأثر بها عبر عصوره و بمرور أمراءه و خلفاءه و دخول أجناس أخرى ضمن ركب الإسلام ، فالفكرة التي جاء بها و الجانب الذي حاول أحمد أمين إماطة اللثام عنه كانت مبتكرة و جديرة بالبحث و التقصي ، فمجال الأفكار رحب و غامض في نفس الوقت و قد تعيي من يريد اللحاق بها و تماما كما وصفها كاتبنا بأنها ( ...أما الفكرة فإذا حاولت أن تعرف كيف نبتت، وكيف نمت، وما العوامل فيإيجادها، وما العناصر التي غذتها، وما الطوارئ التي طرأت عليها فعدلتها أوصقلتها؛ أعياك ذلك، وبلغ منك في استخراجه الجهد؛ لأن الفكرة أول أمرها لامظهر لها نستدل به عليها، وقد تتكون من عناصر قد لا تخطر ببال ..)

✒ ما ميز الكتاب هي السهولة مع الغزارة في المعلومات و حسن تسلسلها و الإحاطة بكل جوانب الموضوع و جميل عرض الكاتب لها في يسر و دقة مع تحليل متأني كيف لا وهو بجانب كونه كاتباً مرموقا فقد شغل بالقضاء و إرتاد الأزهر. لذا نجد دائما لمسة الكاتب في عرض المعلومات في تسلسل ثم تحليلها بيسر و رتابة مع إبداء رأيه الشخصي فيها من خلال نصره الرأي الصائب بعيدا عن التعصب بل بالعقل العلمي التجريبي لذا نراه حريصاً إلى لفت انتباه القارئ و الأمة على وجه عام لمكامن الخلل و الخطأ الذي وقعت فيه و هذا سبب تأخرها.

📝إقتباسات:

( ... وعندي أن الخطأ في القول بسلطان العقل وحرية الإرادة والعلو فيهما خير من الغلوفي أضدادهما، وفي رأيي أنه لو سادت تعاليم المعتزلة في هذين الأمرين — أعني سلطانالعقل وحرية الإرادة — بني المسلمين من عهد المعتزلة إلى اليوم، لكان للمسلمين موقفآخر في التاريخ غير موقفهم الحالي، وقد أعجزهم التسليم وشلهم الجبر، وقعد بهمالتواكل)

-( نظام جيد التفكير ضعيف الروح غلا في تقدير العقل و قصر في قيمة العاطفة -مبدأ الأمر بالمعروف و لو بالسف و التهديد فكل واحد منهم يمكنه حمل السلاح و هذا يؤدي إلى الفوضى)

(... فلعل المعتزلة ورثوا أيضا كراهية بني أمية من شيوخهم ، وبنو أمية — كمايظهر — كانوا يكرهون القول بحرية الإرادة، لا دينيًا فقط، ولكن سياسيًا كذلك، لأنالجبر يخدم سياستهم. فالنتيجة للجبر أن الله الذي يسري الأمور قد فرض على الناسبني أمية كما فرض كل شيء، ودولتهم بقضاء الله وقدره، فيجب الخضوع للقضاءوالقدر).

06/01/20

30/01/20

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق