الظاهرة القرآنية (مشكلات الحضارة): سلسلة إحيائيات > مراجعات كتاب الظاهرة القرآنية (مشكلات الحضارة): سلسلة إحيائيات > مراجعة Nàdjwá

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات 😌

مراجعة كتاب #الظاهرة القرآنية

للكاتب #مالك بن نبي.

عدد الصفحات:272.

تطرق مالك بن نبي في كتابه هذا "الظاهرة القرآنية" إلى مسألة قديمة حديثة أسالت الكثير من الحبر و لاقت اهتمام الباحثين العرب و الغربيين على حد السواء ، و هي مسألة تختص بالبحث في المصدر الحقيقي للقرآن الكريم ، بشكل أوضح هل هو كلام بشر (كلام محمد صلى الله عليه وسلم) ام كلام صادر عن ذات الاهية (الله).

تقدم الكتاب مقدمتين صغيرتين لكل من الاستاذ عمر كامل مسقاوي و الاستاذ عبد الله دراز.

كما تم تقديم الكتاب من طرف الاستاذ محمود محمد شاكر ، تحت عنوان فصل في إعجاز القرآن ، مقدمة طويلة مبهرة غير مملة لأنها بالفعل أزالت غموض و أضافت شرحا و تفصيلا جميلاً للكتاب ، تناولت الإعجاز القرآني و علاقته بالشعر الجاهلي تلك الشبهة التي حركت اقلاماً كثيرة غربية و حتى عربية.

على عكس الباحثين المسلمين على الخصوص الذين درسوا الظاهرة (القرآن) من ناحية الإعجاز البياني الرباني لكلماته و مضمونه التي قال فيها سبحانه { قل لئن اجتمعت إلإنس و الجن على أن ياتوا بمثل هذا القرءان لاياتوا بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا } {أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله أن كنتم صادقين} فان بن نبي إتخذ منهج علمي عقلي و نفسي في تفسيره للظاهرة القرآنية ، و اراه يريد من خلال هذا المنهج العلمي التجريبي يحاول إثبات للغرب خاصة حقيقة هذا الوحي و إثباته بادواتهم و منهجهم الديكارتي العقلي، فقد كان القرآن و لا يزال مركز اهتمام المستشرقين لغايات مختلفة و نوايا متخالفة و مادة غزيرة لدراساتهم.

كمدخل لدراسة الظاهرة القرآنية تطرق بن نبي إلى كل من المذهب المادي و المذهب الغيبي للظاهرة ، حيث يقول ان هنالك حتمية بيولوجية لا تستطيع العوامل المادية وحدها ان تبرهن عليها و هذا ما يبرهن ضعف المذهب المادي ، اما فهو يعبر عن المطالب الفلسفية للعقل فهو ينصب جسراً يتجاوز حدود المادة الى مثال أعلى للكمال الروحي.

في الفصل الثاني ركز بن نبي على الحركة النبوية عند كل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، و النبي أرمياء و الخصائص النفسية عند كل واحدٍ منها.

اما الفصل الثالث تطرق بن نبي تحت عنوان أصول الإسلام -بحث المصادر بدراسة الذات المحمدية ، بدأً بنبذة سريعة عن مولده ، يتمه طفولته في بادية بني سعد إلى حضن عمه أخيراً ، حتى أضحى شابا يعمل في التجارة كعادة قومه ثم زواجه من خديجة رضي الله عنها ليصل الي عزلته و تامله في غار حيراء ، ثم اقتناعه الشخصي (مقياسه الظاهري و الشخصي).

الفصل الثالث بعنوان الخصائص الظاهرية للوحي ، و هي دراسة الوحي -القرآن من الناحية الكمية و التشريعية ، التاريخية الادبية للقرآن ، ثم عرج في هذا الفصل أيضا الي عمل مقارنة بين الكتاب المقدس و القرآن سورة يوسف كمثال .

في الفصل الأخير اوجز بن نبي في كلامه او دراسته لبعض موضوعات القرآن من متناقضات و موافقات ، مبينا الإعجاز القرآني في قضية الكون، شكل الأرض ، بدأ الخلق ، معحزات القرآن بحق على لسان رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.

ملاحظلاتي عن الكتاب :

-لاحظت ان هناك تسلسل في افكار بن نبي أو بالأحرى في المنهج الذي إتخذه حتى يجلي لنا الظاهرة القرآنية ، و حتى يلم بها من جميع جوانبها ، فهو ينقلنا من عنوان لآخر بطريقة سلسة إلى الاكثر تعقيداً .

-لغة الكاتب جميلة ،تبرز بشكل جلي و واضح موهبة بن نبي في الكتابة و في التعبير الجميل كما تبرز بالمقابل و مما لا شك فيه اتصاله بالعقل و التراث و العلم و العقيدة الصحيحة التي نشأ عليها بن نبي رغم ظروفه المعروفة.

-اعتقد ان بن نبي في كتابه هذا لا يتوجه بالعموم إلى القارئ العربي المسلم بقدر ما ما يتوجه بالخصوص للقارئ المسيحي او الملحد على حد السواء ، لانه ببساطة يحاوره بأسلوبه و يستعمل أدواته العقلية العلمية البعيدة عن العاطفة خاصة اذا عرفنا البيئة التي عاش فيها بن نبي و أعني هنا وجوده في فرنسا للدراسة و العمل و بالتالي احتكاكه اليومي و الملزوم لعموم القوم المسيحين .

-ان كل فصل أو عنوان تناوله بن نبي في هذه الدراسة يعتبر دراسة قائمة بحد ذاتها تسلتزم الاستفاظة و التبويب و التعمق أكثر حتى تصدر على شكل كتب ليس كتابا واحداً.

-اخذ مني الكتاب وقتا طويلا و قراءة و إعادة قراءة لبعض الفقرات مرات و مرات نظرا للاسلوب العلمي الفلسفي لبن نبي و هو المشهور به و رغم ذلك أحس أنني بخست حقه في هذه المراجعة المقتضبة و ربما السطحية جدا جدا حسب امكانتياتي الفكرية المحدودة أمام فكر بن نبي.

أمنحه خمسة من النجموم 🌟🌟🌟🌟🌟

اقتباسات:

"و الحق انه لا يوجد مسلم و خاصة في البلاد غير العربية ،يمكنه ان يوازن موضوعيا بين آية قرآنية ،و فقرة موزونة أو مقفاة من أدب العصر الجاهلي ،فمنذ وقت طويل لم نعد نملك في اذواقنا عبقرية اللغة العربية... "

"و ليس من نافلة القول أن نقرر أن عالما كبيرا يستطيع ان يكون مؤمنا كبيرا ،و على حين ان مسكينا جاهلا يمكنه ان يكون جاحدا كبيرا أيضا ،و الامر هكذا غالبا ،و عندما نصادف حالة عجيبة لعالم يقول ان القرد جد الإنسان ،فيجب ان نفكر أيضا في ذلك الوثني المتواضع على شاطئ نيجيريا ،الذي يعتقد تماماً أنه قد انحدر من جد تمساح ،فليس لدى كل من هذين الرجلين ،العالم و البدائي ،سوى فكرة غيبية يعبر عنها كل منهما بطريقته"

"أمام هذا المشهد العظيم وقف الفيلسوف (توماس كارليل )،فما تمالك نفسه ،بل ابعثت من أعماقه صرخة إعجاب بالقرآن فقال "هذا صدى متفجر من قلب الكون نفسه" .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق