متشردًا في باريس ولندن > مراجعات رواية متشردًا في باريس ولندن > مراجعة Aalaa

متشردًا في باريس ولندن - جورج أورويل, سعدي يوسف
أبلغوني عند توفره

متشردًا في باريس ولندن

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مساء الخير،

مراجعتي لرواية (متشرداً في باريس ولندن _جورج أورويل) ترجمة : سعدي يوسف .

في مذكرات سفر او يوميات نقل لنا أورويل حياة متشرد انجليزي بين باريس ولندن. وكأنه قدم مقارنة بين المتشرد في باريس والمتشرد في لندن .. رواية يسودها الفقر والبؤس من كل جانب،وهنا أطرح عددا من التساؤلات، من هو المتشرد ؟ وكيف يعيش؟ ما هي الظروف التي أودت به لعيش هذه البائسة؟ ما هي نظرة المجتمع له ؟ بل وكيف ينظر لنفسه ؟ ماهو سقف أمنياته وبماذا يحلم ؟

عاش المتشرد في باريس بضعا من الزمان ونقل لنا ذكرياته في باريس، عن الحي "القذر" الذي كان يسكن فيه، عن النزل أيضاً وعن بؤساء عاشرهم وحكى لنا قصصهم . عن إفلاسه التام بعد أن كان مترجما وأستاذ لغة إنجليزية ،عن بؤسه وفقره وجوعه، بيعه لملابسه ورهنها مقابل ثمن بخس ليسد به عواء معدته . إلى أن وجد عملا كغاسل صحون في فندق في باريس وحكى مأساة غاسل الصحون ومعاناته واحتقاره .. ثم انتقل للندن التي بُشر فيها بعمل جعله يترك باريس آملاً بحياة راغدة في لندن . إلا أنه لم يُوَفق وعاد لحياة التشرد، حيث في لندن تختلف كثيرا عن باريس ليجمعهما الفقر المدقع والجوع البغيض الكافر . تحدث في أواخر الرواية عن حياة المتشرد وحللها تحليلا دقيقاً.

في رأيي أنه قضى في باريس حياته كمتشردا أفضل من لندن، على الأقل في باريس كان متشردا بعمل بينما في لندن كان عاطلاً . في باريس لو لم تجد مأوى لتنام فيه افترشت الرصيف والتحفت السماء الا ان في لندن لا تستطيع المبيت في الشارع لأن السلطات لن تتركك .

المتشرد هو ضحية الأنظمة الشمولية والرأسمالية، ينظر إليه المجتمع بتأفف وكأنه خطيئة، لربما لا يلقون له بالاً إلا أنه يعيش في عبثية تجعل حياته بلا جدوى . يقاتل من أجل كسرة خبز قديمة وبعض الشراب الردئ يطمح دوما في عيش حياة أفضل من هذه يوماً ما .

استمتعت بقصص وشخصيات المتشردين الذين رافقوا بطلنا بوريس الروسي وبادي وشارلي وبوزو فنان الرصيف💕

وهذه مقتطفات أعجبتني :

"واضح أن العبارات لم تكن للطبيب، بل كانت لبوزو . لقد استطاع أن يبقي ذهنه سليماً منتبهاً، وهكذا عجز أي شئ عن جعله يستسلم للبؤس. قد يرتدي الأسمال، ويشعر بوطأة البرد، ويتضور جوعاً، غير أنه كما قال لي، *يظل حراً، مادام يستطيع القراءة والتفكير ومراقبة النجوم* " (ص179)

" إنه لأمر ٌ ذو غرابة، ارتطامك الأول بالبؤس، لقد فكرت طويلاً بالبؤس -فهو الشيء الذي خشيته طوال حياتك، الشيء الذي تعرف أنه سيحصل لك عاجلاً أو آجلاً، لكن ما فكرت به مختلف كليةً، أنت ظننت أنه سيكون في غاية البساطة، غير معقدٍ جداً. أنت حسبته رهيباً، والحق أنه وسخٌ ومضجرُ فقط. إن ما تكتشفه أولاً هو الضعة الخاصة بالبؤس، الحيل التي يضعك فيها، الشحُ المعقّد ومسحُ الفُتات "

أعجبتني الرواية جداً حبكتها وموضوعها.. لم تعجبني الترجمة مطلقاً الا أن المترجم حاول أن ينقلها لنا .

| آلاء النعيم .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق