لو كتبت عنوان لمراجعتي لكتبت "مجنون! "

اعتقد ان الرواية بشكل خاص حكت عن الحسن ابن الصباح اكثر منها عن قلعته ، حكي هو عن بعض ذكرياته و مسيرته ،و اكمل الروائي رسم شخصية ابن الصباح ،فيسلوف ،عالم دين، رياضي... برأيي اجتمعت كل هذه النواحي في شخصية ابن الصبباح لكنها اخرجت للاسف من وجهة نظري مجرد مجنون او عبد لقضية تبدو خاسرة وسائلها ماكرة.

محاولة ابن الصباح ان يجعل من مريديه او بعبارته مؤمنيه كامثال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، (و حاشاهم ان يتشبهو بهم ,بعد السماء عن الأرض و الثرى عن الثريا) في اغراءهم و وعدهم بجنة الله ، و هنا يظهر جليا كيف آل الدين لدى اتباع هذا الشيخ او بصفة عامة للاسف كان آل الاسلام الى شئ روحاني جميل الى مجرد اطماع غريزية او مادية صرفة ، و هذا ما فهمه ابن الصباح و عمل عليه لما تفطن الى موت روحانية الاسلام في أتباعه ، هنا ايضا انتشار دعاة العقلانية و نبذ كل ما هو خيالي و القول بميزان العقل و كل ما عداه باطل انه مسالة حساسة ايضا دخل فيها الاسلام .

عند قراءتي لرواية سمر قند اثارت انتباهي شخصية ابن الصباح رغم انها لم تعطي تفاصيل كثيرة عن حكايته و نهايته و يبدو هناك اختلاف كبير في الوقائع بينها ، تمنيت فقط ان يحضى مخطوط الخيام بشئ من الاهتمام في هذه الرواية لكن ربما صفحاتها الخمسئة لا اكفي لذلك ، على العموم كانت رواية تحبس الانفاس و تدعو بجدية الى التفكير و التفكير و التفكير فيما آل اليه وضع البلاد الاسلامية خلال تلك الفترة.