يقدّم أحمد السيد في هذا الكتاب سابغات للمسلم الذي يتلقّى مرارًا شبهات في الاسلام نفسه وفي بعض تشريعاته أحيانًا، والمقصود بالسابغات هي الدروع السابغات اقتبسها من الآية الكريمة « ﴿أَنِ اعمَل سابِغاتٍ وَقَدِّر فِي السَّردِ وَاعمَلوا صالِحًا إِنّي بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾ [سبأ: ١١] »، وقد أجاد أحمد في هذا الكتاب لأنه كتبه بعد خبرة ميدانية بواقع الشباب وما يدور في أذهنتهم.
بدايةً يقسّم أسباب التأثر السلبي بالشبهات الفكرية لثلاثة أنواع وهي :
⁃ مؤثرات خارجية ومنها: شبكات التواصل، الأفلام والروايات، التواصل والاحتكاك المباشر بالثقافات الأجنبية.
⁃ مؤثرات داخلية ومنها :ضعف اليقين، المشاكل النفسية والضغوط الاجتماعية، ضعف الجانب التعبدي.
⁃ وجود جوانب من النقص في طريقة الدعوة والمعالجة.
ثم يضع قواعد لمواجهة الشبهات قبل ورود الشبهة وبعد ورودها، فمن القواعد قبل ورود الشبهات أذكر منها ثلاثة:
⁃ تعزيز اليقين بأصول الإسلام بصورة عقلية.
⁃ تكوين العقل الناقد: بعدم قبول الدعوى بدون دليل، أو بدليل فاسد.
⁃ التأصيل الشرعي: بدراسة أصول الفنون الشرعية.
أمّا بعد ورودها فأذكر ثلاثة منها فقط:
⁃ سؤال المتخصصين.
⁃ مراجعة الجهود السابقة في الرد على نفس الإشكالية.
⁃ دراسة سلبيات الانتقال إلى الفكر اللاديني.
ثم قسّم الشبهات إلى شبهات تعود على أصل الاسلام وعلى بعض الثوابت، فالتي تعود على أصل الاسلام:
⁃ وجود الله والحكمة من أفعاله.
⁃ القرآن الكريم.
⁃ الرسول صلى الله عليه وسلم.
⁃ التشريع الاسلامي.
أمّا الثوابت فهي خمسة:
⁃ السنة النبوية.
⁃ الإجماع.
⁃ منهجية فهم النص.
⁃ الحدود الشرعية.
⁃ الصحابة.
سألخّص جواب عن شبهة الاجماع أزعم بأنها بعد التأمل ستحل كثيرًا من الشبهات على بعض التشريعات وهو مهم، « يجوّز منكر الإجماع إطباق جميع الأمة على مدى أربعة عشر قرنًا على الخطأ، وهذا الموقف يخالف ما أخبر الله به بأن هذه الأمة خير الأمم، فكيف يجوز مع ذلك أن تتصرم قرونها وهي متفقة على الباطل غير عارفة بالحق، هي يُعقل أن يقع كل المجتهدين - وهم أعلى كعبًا وأصفى لسانًا من المتأخرين - على خطأ ويعرف الحق واحد أو قلة من المتأخرين مع أن هذه المسائل سمعية بحتة فلم تأتها عوامل خارجية لتضيف للباحثين المعاصرين شيئًا جديدًا لم يظهر للأوائل ».
وهذه المراجعة لا تغني عن الكتاب بل واجب على المسلم أن يقرأ هذا الكتاب ويضع له سابغات عن دينه وعقيدته من الشبهات التي تحف المسلم من كل جانب.