مدن الملح ٥: بادية الظلمات > مراجعات كتاب مدن الملح ٥: بادية الظلمات > مراجعة زينب مرهون

مدن الملح ٥: بادية الظلمات - عبد الرحمن منيف
أبلغوني عند توفره

مدن الملح ٥: بادية الظلمات

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أن تقرأ لمنيف يعني أن ترى بوضوح تشريح التاريخ وقدرته في كشف عهر السلطات المستمر إلى الآن وأثره في المستقبل.منيف في الأجزاء الخمسة استطاع أن يقول الحقيقة التي يخاف منها الكثيرون والتي لا أحد يتجرأ في الافصاح خشية الموت أو الاعتقال أو سحب جنسية وابعاده عن البلاد.انتهيت من الجزء الخامس والأخير،الجزء الذي حمل فيه موت اغتيال السلطان(فنر)وكأن منيف أراد أن يقول رسالة لكل طاغية بأن عاقبة الجحيم والظلم الذي فعلتموه في حق الدولة والشعب سيرد عليكم حتماً بنهاية مُذلّة ومُخزية.

(أما الخير فقد جاء على شكل لم تره موران من قبل: السجون فتحت أبوابها،وضاقت بمن فيها، فاستحدثت سجون جديدة.المخبرون في الشوارع والمضافات،وهم مكشوفون إلى درجة يدّلون على أنفسهم.لا أحد يجد عملاً أو يريد سفراً إلا إذا وافقت أجهزة لا يُعرف من هي وما أسماؤها.ولكثرتها أعطيت أرقاماً،أو أسماء غريبة.المال عند الدولة وحدها تعطيه لمن تشاء،بغير حساب.الناس يتراكضون ويتساقطون،وكل شيء لم يعد كما كان من قبل.التجار يشكون والموظفون يشكون.البدو يشكون والحضر يشكون.من لم يسجن،فلا بد أن يكون له قريب سجين.ومن وجد عملاً فلا بد أن يكون أحد من أقاربه أو معارفه يدق أبواب الأجهزة يوماً بعد يوم لكي يسمح له بالعمل أو بالسفر.وإذا قال أحد كلمة فهناك آذان تلتقطها بسرعة وتنقلها،وعندها يبدأ الحساب).حين وصلت لهذه الفقرة ظللت مشدوهة لفترة،منيف في هذه الجزئية شعرته يسرد وضع بلادي المتأزم،الوضع الذي أصبحنا فيه كلنا معتقلين والبطالة تنخر مجتمعنا لأننا فقط نطالب بحقنا المشروع،الحق الذي أصبح منّه يتفضلون عليكنا بها،بينما الغريب الذي احتل الوطن ينال كل شيء متقصدين في قهر واذلال الشعب الذي لاحول له ولاقوة،كما أظهر منيف في هذا الجزء عن بشاعة الموت الذي فاق حجمه،حادثة(خميس البطي)المبكية التي شرحت معنى حيونة الإنسان والوجه المخيف الذي يحمله هؤلاء الوحوش من انحلال في الأخلاق والإنسانية،مامعنى أن تنتظر خروجك من السجن وأهلك يترقبون اللحظة التي يرونك فيها لكنك لا تعود لهم بل تذهب إلى موتك المحتوم الذي وقع فيه السلطان بإعدامك من أجل تكملة عدد فقط.المشهد الذي أراد فيه منيف أن يوضح إلى أي دركة من الانحطاط وصل في هذا النظام.لم يكتفي منيف عند هذا الحد بل تطرق عن استياء الأمراء من وعد السلطان فنر للشعب بعمل الدستور ومحاسبة الكبير والصغير طبقاً لبنوده،كما أنّه وضح تهدئة فنر للأمراء من روعهم بعد أن بيّن لهم بأنّه يبيع الوهم للشعب وأنّه من المستحيل أن يضع دستور يحد من سلطاتهم.تنتهي من هذه الخماسية ويبقى صوتاً واحداً في الملحمة التاريخية باقياً لايغيب صوت(متعب الهذال)لا تخافوا من اللي تشوفوه هالحين،الخوف من الجايات.....

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق