فئران أمي حصة > مراجعات رواية فئران أمي حصة > مراجعة حسين معتوق بوحليقه

فئران أمي حصة - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

فئران أمي حصة

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هذه رواية ديستوبية يحصل فيها أن تكون الفترة ما بين 2015 إلى 2020 هي فترة في المستقبل تتدهور فيه أحوال الكويت سياسياً وتمزق مجتمعه الطائفية وتلتهم عناصره بفئرانها النارية. ليست كل أحداث الرواية تقع في المستقبل لكنها تبدأ في منتصف ثمانينات القرن العشرين عندما كان الاختلاف على هل سيف العرب بطل أم مجرم.

هذه الرواية مكتوبة بذكاء بالغ وباستخدام توريات عديدة للأمر الكريه نفسه وهو الطائفية. هي الطاعون الذي حذرت منه فؤادة. هي الفئران التي تنشر الطاعون. هي اسماء الفئران النارية التي تنطلق شرراً ويحيل لظاها كل شيء جمراً فلا يبقى إلا الرماد. لكن لا تحسبوا أن سعود السنعوسي كاتب هذه التحفة سيختبئ خلف تورياته الأدبية فهو لم يفعل بل جعل يصف ذلك الوحش الذي ما زال يمزق المجتمع. بطل روايتنا هذه لا يذكر له أسم فهو من يروي قصته ولا نعرف ما مذهبه فلا أحد يخبره عندما يسأل ولا حتى أحد جاريه الشيعي أو السني ولا حتى أمه حصة الأثيرة على نفسه بقصصها التي حكتها له عن جنيات السدرة والتي لم تحكها رغم إلحاحه عن الفئران. بطل روايتنا هو نفسه روائي نقرأ روايته "إرث النار" تؤرخ لكويت عاصرت الحرب العراقية الإيرانية وما أعقبها من غزو وتحرير الكويت وغزو أو تحرير العراق. نتابع بطل روايتنا في يومه الحالي من عام 2020 يمر على بواقي الكويت التي يمر في منتصفها الآن نهر البين الذي فرق بين أهلها بينما طفت على سطح مياهه جثث التصفية الطائفية من الطرفين. بطلنا يعيش يومه الحالي في كويت يكاد يغطي سماءها المئات من طيور "تباع الجيف" التي ما عرف عن وجودها أحد قبل سنوات قليلة فقط لكنها الآن تملأ الشوارع.

أثناء قراءتي لهذه الرواية ذهلت لمدى ارتباط حياتي الكبير بالكويت. أغاني عبد الكريم عبد القادر والمسلسلات التلفزيونية واللهجة والأحداث السياسية وغيرها. بشكل عام شكلت الكويت جزء كبير من ذاكرة المنطقة الفنية والأدبية والسياسية لكننا نكاد الآن ننسى هذا الأمر أو على الأقل كدت أنا أنسى إلى أن جاء سعود السنعوسي بفئران أمنا حصة ليعيد لي جزء كبير من ذاكرتي. هذه الرواية برأيي المتواضع من الأعمال المهم قراءتها لكل من عاش في دول الخليج والساحل الشرقي للسعودية لأني أكاد أجزم بأنها ستكون ممتعة جداً بقدر ما ستكون مؤلمة. آلمتني هذه الرواية عندما عادت بي إلى الطفل الذي يعشق مسلسلات سعاد عبدالله وحياة الفهد الكوميدية كما آلمتني بتجسيد العديد من الهواجس التي عرفتها إنساناً راشداً يرى ويسمع ويستوعب ما حوله. أقول لكم أن هذه الرواية واقعية بالرغم من النهر العميق الذي يشق الكويت فيها وبالرغم من طيور تباع الجيف.

استمعت إلى الرواية باستخدام تطبيق "كتاب صوتي" وأداء من جمال نصار الذي قام بعمل رائع في قراءة النصوص المكتوبة بالفصحى لكنه فشل بشكل ذريع في حتى الاقتراب من اداء اللهجة الكويتية وهو أمر مؤسف جداً.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق