قبل سنوات عديدة قرات جزءا من هذا الكتاب وشعرت مؤخرا برغبة في إعادة قراءته حتى النهاية. نعم إنني أعلم عمّا يتحدث السر. وأعتقد انني بحاجة لإعطاء مساحة للآخرين كي يقولوا ما لديهم حول القانون الكوني المسمى بقانون الجذب. فليس من الحكمة رفض أي فكرة فقط لأنها لا تبدو واقعية أو منطقية. فالكهرباء كانت ايضا قبل مئات السنين فكرة كافية لرميك بالجنون.
الكتاب في أسلوب طرحه يشبه إلى حد ما عندما يجتمع حولك عشرة أشخاص في غرفة مغلقة ويبدؤن بغسل مخك واحدا تلو الآخر مرارا وتكرارا فإما أن تصرخ وتنهرهم وإما أن تخرج بقناعة تامة إن ما قالوه لك هو عين الحقيقة. الكاتبة (ان صح التعبير) اختارت عينة من أشخاص ذوي قامات علمية أو ماليه أو روحانية أشخاص مؤمنين تماما بالسر الكوني والكتاب مبني على اقتباساتهم وهي مادة الكتاب الأساسية.
ان كلا منهم -أي الأشخاص المساهمين باراؤهم في السر – يبدؤون في طرح رؤاهم من منطلقات عدة فالبعض بسبب خلفيتهم العلمية يراهن على صحة هذا القانون الكوني من خلال ما تقوله الفيزياء الكمية عن الحياة باعتبارها مجرد طاقة. في حين إن البعض بسبب نقلاته في الحياة من الفقر إلى الغنى ومن التشرد إلى الاستقرار أو من الاعتلال إلى الصحة يشرح كيف إن لقانون الجذب كان دورا كبيرا في إحداث تلك النقلات في حياتهم.
من الأشياء اللافتة للنظر التي يتحدث عنها الكتاب هي إن قانون الجذب يرتبط ارتباطا وثيقة بالأساليب اللغوية التي نستخدمها فعبارة من قبيل “لا أريد ان امرض” تعني انك تريد المرض والسبب هنا -حسب رأي المساهمين- ان قانون الجذب الكوني يتجاهل ادوات النفي في الجملة ويركز على الكلمات وماذا تعني. وبالتالي بناء على تلك الجملة فإنت على موعد قريب مع المرض اذا استمريت في لغتك المقززة تلك !
وبسبب الاصرار على تقنين لغة الحديث كي نحظى بحظ أفضل في الحياة أصبحت أتخيل رجلا متطرفا لـ “السر” يقوم بمراقبة كلماته ويكفر عنها اذا اخطأ بترديد جمل ايجابيه الاف المرات حتى لا تصبح تلك الكلمات السيئة حقيقة !
السر ايضا لا يحد الأمر بالكلام بل ايضا يطلب منك ان تركز على افكارك وتتحكم بها على النحو الايجابي لأنها مؤثرة في حياتك أيضا.
الجدير بالذكر إن هنالك نسخة فلمية من الكتاب يمكنك شراؤها عوضا عن قراءة الكتاب كي تصل إلى المغزى النهائي. فقد يبدو لك ان هنالك اسهابا في التكرار لنفس الأفكار في الكتاب وربما مشاهدتك للفلم ستكون اكثر جدوى إذا كنت من الأشخاص الملولين. في النسخة الفلمية يتم استعراض اراء نفس الأشخاص الذين تم استخدام اقتباساتهم ولكن بطريقة ممنتجة وممتعة.
يجب عليك ألّا تتوقع ان يشرح لك هذا الكتاب كيف يعمل قانون الجذب بشكل مفسر بل يخبرك عن الأساليب التي يتفاعل معها الكون لتحقيق رغباتك. ولهذا لن تجد أشياء من قبيل تفسيرات علمية حقيقية. بل إن المحتوى المطروح في الكتاب يجبرك على تقبل الجذب كحقيقة كونية لم تفسر بعد. وأحدهم بالكتاب استشهد بمثال أعجبني وهو انه يستخدم المصباح من أجل الضوء كغيره من الناس ولكنه لا يعرف ولو القليل عن كيف يعمل من الداخل فكل ما يعرفه ان المصباح حقيقة وان الضوء الذي يصدر منه حقيقة مسلم بها.
منذ فترة وأنا أبحث عن اجابه فيما يخص قانون الجذب. وأعتقد ان هذا الكتاب جعلني أرتاح للفكرة وهذا لا يعني انني وصلت لقناعة بخصوصها. رغم ذلك سأحاول أن اكون مجنونا واتبع تلك اللغة الجميلة المقننة الخالية من الكلمات السلبية واحرص بنفس الوقت ان اوئد افكاري قبل ان تتحول إلى حقيقة !