الجريمة والعقاب - الجزء الثاني > مراجعات رواية الجريمة والعقاب - الجزء الثاني > مراجعة ولاء ابو حامد

الجريمة والعقاب - الجزء الثاني - فيدور دوستويفسكي, فارس غصوب
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الرواية تفتقد إلى الحوار في بدايتها فما أنذرها فيها ، فهي تحتوي كثيرآ من السرد الذاتي ف " راسكولنيكوف " يحدث نفسه مع نفسه وحتى وإن تحاور مع أحدهم يكون حواره داخليآ أكثر منه علنيآ ، إن كم البؤس والمرؤة التي تحتويه الشخصية هائل للغاية ومن المستغرب أيجتمع هذا كله في شخصية واحدة ، وهذا ماسينقلب في توالي الأحداث بحيث أنك ستلحظ توالد للشخصيات الشخصية تلو الأخرى في تلك المدينة الساكنة إلا من راسكو وجريمته فلقد أصبحت تعج بأمه وأخته وصديقه وخطيبها والفتاة التي أصبحت يتيمة ، وأما تلك الغرفة الباردة المنعزلة المنغلقة براسكو فستعج بأولئك كلهم ، ولن يعود الحوار والسرد الذاتي حكرآ على أحد ، ومن الغريب فعلا أن يطون بعض الكلام الداخلي هو كلام قابع في أعماق كل إنسان يحتفظ بها في علقة الاواعي ولكن دون أن يدرك ذلك وعلى مايبدو دوستوفيسكي أدرك ذلك نيابة عنا .

أن تقف متمثلا بشيطان تارة وبملاك وديع تارة أخرى ، أن تشعر أن في أعماقك شيئان يحاولان انتزاع الشيء نفسه إما قتله وإما إحياؤه ، تلك اللحظات والمخاوف والخطط التي يعيشها القارئ بتوتر شديد وكأنه هو الشخصية الروائية نفسها ذلك كله يعبر عن عبقرية دوستويفسكي ، وفي نهاية الأمر أن ينتصر الشر ويقود الخير إلى جريمتان وليس لجريمة واحدة ! وجدت نفسي بعد الصدمة والمفاجأة أقف بصف القاتل أخاف عليه أتعاطف معه وسمر أنت بذلك كله بحيث أن القدر سيقنعك بأنه هو من ساعد على الجريمة دون أي خبث من راسكولنيكوف .

سيسأل القارئ نفسه لو أن المال أتى اليه قبل الجريمة ولم يكن على علم بخطبة أخته ولو أن صديقه جاء لإنقاذه قبل ذلك كله هل كانت ستقع الجريمة ؟ على ما أعتقد نعم ، فراسكو حينما ارتكب الجريمة ارتكبها بدافع إنساني وهذا الغريب بالأمر كله كان ينظر للعجوز المرابية على أنها رمز الفقر والفساد إنها أيقونة اللؤم والبخل وإضافة إلى ذلك كله المقالة التي كتبها والتي تعبر عن غرابة أفكاره عليك أن تقتل أحدهم لتعيد الإنسانية لمجراها ولتقدها ...!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق