ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة [email protected]

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"ساق البامبو" رواية حازت على جائزة البوكر العربية لعام 2013 للكاتب والصحفي الكويتي "سعود السنعوسي".. فيها تداخل محبوك بين الواقع والخيال في هذه الرواية واقعية خيالية لناحية الأحداث والمواضيع التي تتناولها كمواضيع العمالة الأجنبية والطبقية والزواج " الغيرمتكافىء"في المجتمع الكويتي،والمرأة بالإضافة إلى ملامسة الشأن الديني وكيفية ممارسته.

تدور أحداث "ساق البامبو" بين الفلبين والكويت حيث يقوم بطلها هوزيه (الفليبني) او عيسى (الكويتي) رحلته بالبحث عن الذات نتيجة أزمة الهوية التي يعاني منها ثمرة زواج غير مألوف بين راشد الكويتي المسلم ابن الحسب والنسب والخادمة الفلبينية المسيحية جوزافين، ونتيجة لرفض هذا الزواج من قبل المجتمع الكويتي عاش هوزيه طفولته الأولى في الفلبين مع والدته في الفقر والعوز على امل ان يعود يوما إلى الكويت كما كانت تريد أمه للقاء عائلته الكبيرة الثرية.

1- لعنوان الرواية " ساق البامبو" دلالة مهمة اذا ما عرفنا ان البامبو هو الخيزران التي تنثني ولا تنكسر، إلا إذا تعرّضت لضغطٍ يفوق قدرتها على المقاومة. هي نبتة مثلها مثل عيسى ذات جذورٍ سطحيةٍ لم تضرب عميقاً في تربتها،وبالتالي سهل إقتلاعها بسهولة ودون أي شعور بالذنب.

2- وأيضا تسمية العائلة الكويتية بالطاروف جاء معبرا أيضا عن طبيعة عائلات المجتمع العربي عموما وربما الخليجي خصوصا ، إذا ما عرفنا كما جاء في الرواية ان معنى كلمة الطاروف تعني الشبكة التي تستعمل في الصيد البحري بمعنى انها شبكة محكمة الإغلاق بحيث يصعب على من بداخلها التفلت من شباكها وقيودها. وهذا يرمز الى العادات والتقاليد والموروثات التي تتحكم بالحياة والسلوكيات اليومية لمعظم العائلات العربية وخاصة الثرية منها صاحبة المال والجاه.

في المواضيع المثارة :

1- الفقر والعوز : هذا الفقر الذي يدفع بالعديد من مواطني الشعوب الاسيوية الى العمل خارج بلادهم بحيث تكون الخدمة في المنازل هي الوظيفة الأكثر إشغالاً وخاصة من قبل الفتيات الأسيويات وما يتعرضن له من سؤ المعاملة او التحرش سواء من قبل من يقمن بخدمتهم او من قبل بعض الموظفين في الدوائر الحكومية وتحت وطأة الحاجة للعمل ولضمان بقاء وجودهن بالبلد يقبلن مثل هذه الممارسات الشاذة. وغالبا ما ينتج عن مثل هذه الممارسات أبناء بلا أباء او تكرار لحالات الإنتحار للعاملات الأجنبيات .

هذا خارج الوطن الأسيوي أما هناك في الفيليبن حيث العائلة تعاني الفقر فكان الاب يدفع ببناته لممارسة الرذيلة معتبرا هذا الفعل بابا من ابواب الرزق فالفقر دفع بأخت جوزافين آيدا إلى العمل في ملهىً ليليٍّ، تبيع جسدها بثمنٍ لا يكاد يلبّي حاجات الأسرة ولسان حالها يقول "ليس الألم أن يكون للإنسان ثمنٌ بخسٌ، الألم أن يكــون للإنسان ثمن" (ص 20). ناهيك عن حالة الضياع التي عاشتها ميرلا ابنة آيدا من علاقة غير شرعية.

2- المجتمع العربي رهينة العادات والتقاليد:

هذا المجتمع المتجذرة فيه عادات وتقاليد وموروثات ، بالرغم من كل الرفاهية التي يعيشها والإنفتاح المزعوم الذي يدعيه إلا انه حقيقة لا يزال يعيش تحت وطأة السالف من التقاليد البالية . ولذا لم تتمكن عائلة الطاروف من تقبل زواج إبنها من جوزافين الفيليبنية التي جاءت لتخدمهم فقط وليس لتصبح فردا منهم واماً لاولادهم. والمؤسف ان السبب الرئيس لهذا الرفض يكمن في خوف هذه العائلة من مواجهة ألسن الناس المستنكرة لهذا الزواج الذي سيؤدي حسب فهمهم الى خدش مكانتهم الإجتماعية التي يتباهون بها وإلى تدني حظوظ بناتهم بالزواج نتيجة لهذه المنقصة التي أقدم عليها إبنهم بزواجه. كما يتجلى هذا التمييز العنصري في رفض العائلة لإندماج عيسى (الكويتي) ولكنه صاحب وجه فيليبيني بالرغم من تيقنهم ان عيسى هو من صلب ولدهم راشد إلا ان العادات والخوف من النميمة المستشرية بالمجتمع العربي جعلت الحفاظ على المظاهر تتغلب على العاطفة ورابطة الدم. وأيضا عقدة التقاليد والأعراف إنسحبت لتطال هند وتمنعها من الارتباط بغسان الكويتي من الدرجة الثانية. وهكذا تبرز الطبقية في المجتمع بحيث تصبح "كل طبقة إجتماعية تبحث عن طبقة إجتماعية أدنى منه لتمتطيها حتى لو إضطرت لخلقها، تعلو فوق أكتافها تحتقرها وتتخفف بواسطتها من الضغط الذي تسببه الطبقة الأعلى فوق أكتافها هي الأخرى".وقد مارست الجدة "ماما غنيمة" هذا الدور بكل تجلياته.

3- كيفية التعاطي مع الدين :

تبرز الرواية الإختلافات - لناحية الشكل إذا جاز التعبير- في التعامل مع الدين وكيفية ممارسته وأيضا أبرزت تعايش المذاهب الإسلامية دون أية عوائق وهذا ما ظهر من خلال مجموعة الشبان "المجانين "كما اسماهم عيسى ، عندما قاموا للصلاة منهم من ضم يديه الى صدره ومنهم من أرخاها. في إشارة الى وجود " سنة وشيعة" . هذا التنوع في مكان ما أربك عيسى في محاولته التعرف على الإسلام بحيث إحتار كيف يتعامل مع يديه خلال الصلاة. ناهيك عن الصورة المغايرة التي حاول صديقه إبراهيم إسلام تعريفه بالدين عن طريق المعجزات والمرويات ومعجزة البراق. اما عيسى فقد كانت له نظرته الخاصة الى الدين من منطلق ان الله واحد وبالتالي يجب ان تكون الأديان كلها دين واحد.هدفها الإرتقاء بإنسانية الإنسان من بوذا الى المسيح وصولا إلى النبي محمد فالأديان أعظم من معتنقيها.

- " الناس كما يقول بوذا في تعاليمه سواسية لا فضل لأحد على أحد إلا بالمعرفة والسيطرة على الشهوات.

- "وفي الكتاب المقدس يقول بولس الرسول لا فرق الآن بين عبد وحر ،بين رجل وإمرأة كلكم واح في المسيح يسوع".

- "والنبي محمد في خطبة الوداع يقول إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم من آدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وأكرمكم عند الله أتقاكم".

4- أزمة الهوية : يختتم عيسى روايته برسالته إلى أخته خولة يفصح فيها عن حجم المعاناة التي واجهها في بحثه عن الذات مقدما لها المبررات الموضوعية التي لم تستطع ان تنتصر على العرف والتقاليد ومن جملة ما كتب :

" أنا رغم إختلافي عنكم في الكثير من الأشياء ورغم شكلي وطريقتي في لفظ الكلمات إلا أني أحمل الأوراق القانونية نفسها التي تحملونها.ولي حقوق وواجبات مثل حقوقكم وواجباتكم ".. " لم أكن أحمل لهذا المكان سوى الحب ولسبب أجهله حلتم بيني وبين أن أحب المكان الذي ولدت فيه والذي مات والدي لأجله...". " إنكم تختلفون كثيرا فيما بينكم ولكن إتفقتم على رفضي وكأني حبة لقاح أو ذرة غبار حملتها الريح إليكم .." لقد بذلت قصارى جهدي لأكون واحدا منكم ولكنكم لم تبذلوا بالمقابل أي جهد.وأنا اريد أن أعود الى الفيليبن فاقدا الشهوة للحديث عنكم حين كنت في دياركم، خذوا هذه الاوراق وإتركوا ما تبقى لي من إنسانيتي... ومع كل هذا الحنق والغضب الذي شعر به عيسى إلا انه لم يتمكن من الإنسلاخ التام عن نصفه العربي فعاد إلى الفيليبن حاملا قارورة تحتوي على حفنة تراب من تربة أبيه وعلم بلاده وبعد ان تزوج من قريبته ميريلا أسمى ولده قبل ان يولد راشد على إسم أبيه.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق