فئران أمي حصة > مراجعات رواية فئران أمي حصة > مراجعة يونس الشرقي

فئران أمي حصة - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

فئران أمي حصة

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يقرع السنعوسي جرس الخطر بروايته فئران أمي حصة مُعلنا أن الأوضاع المتطاحنة بالمنطقة الخليجية والشرق الأوسطية بل والعربية جمعاء والصراع الطائفي مصيره إلى الهاوية لا محالة. سيدخل كل هذا المنطقة بدوامة لا نهاية لها سيُظلم على إثرها كل شيء... كل شيء سيستحيل صريما حالكا لا شعاع نور به. طاعون الطائفية الذي يجتاح أمتنا ويزرع بها نبات الزقوم الخبيث.

الإسلام يجمعنا وذاك ما عبر عنه في علاقة الشيوخ (الجيل الأول) ببعضهم البعض وعلاقة الأطفال أيضا. لكن ذلك سيُدنسه التطاحن بين الكهول (الجيل الثاني) الذي سيحمل رشاش التطاحن الطائفي ثم يورثه لأبنائه ليورث معه الخراب والشنار.

رواية فئران أمي حصة هي أكثر من قصة محبوكة الأحداث، إنها المرآة التي يجب أن يرى بها أي عربي مسلم، كي يتمثل له وجهه الحقيقي... كي يرى عصبيته المقيتة ومآلاتها الكارثية.

برع الروائي الصحفي الكويتي سعود السنعوسي في حبك روايته التي وسمت مشواره الروائي المُميز بالتألق. رواية تحبس أنفاسك، تُضحكك تارة وتبكيك تارة. كما تستحيل مرآة في كثير من الأحيان، تُظهر فكرك عاريا أمامها.

أ‌. ملخص مُكثف للرواية:

فئران أمي حصة = كناية عن كتكوت (الراوي) وفهد وصادق وفوزية وحوراء (أولاد فؤادة) إضافة إلى ضاري وأيوب. أو كناية عن الفئران التي ما كلت أمي حصة تحذر منها. الفئران التي تجلب الطاعون. فئران الطائفية التي تجلب طاعون الهلاك للبلاد. يسافر بنا الكاتب عبر الزمن إلى سنة 2020 ميلادية حيث يتوقع حربا طائفية بالكويت. ويرى بنظرة تشاؤمية المستقبل القريب واستحالت الأوضاع الراهنة بين السنة والشيعة إلى صراع سيأكل اليابس والأخضر. وينشر ظلاما أسودا بسماء الكويت، كما ستنتشر "تباع الجيف" لكثرة القتلى والدماء بين الجماعات المتعصبة السنية والشيعية.

يمكن تقسيم الرواية لجزأين يمشيان متوازيين بالخط السردي للرواية. قسم سماه الكاتب برواية إرث النار، يحاول بها الكاتب أن يُظهر أسباب استحالة أوضاع الكويت إلى ما ستكون عليه، عبر محطات تاريخية مهمة انطلاقا من حل البرلمان الكويتي بثمانينات القرن الماضي، مرورا بالحرب الإيرانية العراقية، وحرب الخليج وأحداث تفجير برجي نيويورك وغزو العراق وصولا إلى الحالة المستقبلية المُتوقعة. مشيرا إلى انعكاسات كل مرحلة على الشارع الكويتي وعلى تطور مشاعر وأفكار شخصيات الرواية. أما الثاني فيحدث بالمستقبل (الحاضر بالرواية) ويُظهر مآل تلك الأحداث التي ورثها الكويتيون وكان نتاجها النار فقط.

ب‌. رواية إرث النار (القسم الأول):

وهي رواية قد أرسلها الراوي إلى دار نشر لبنانية، تظهر جانبا من حياته والاضطرابات التي تخللتها. أرادت الدار أن تحذف أربعة فصول كي لا تمنعها الرقابة. لكن الراوي لم يُحدد لنا هاته الفصول وسبب الحذف. قسم الكاتب هذا الخط السردي بروايته إلى أربعة أقسام، أو أربعة فئران كما سماها.

1- الفأر الأول، شرر: أطول القسم.

يحاول به الكاتب أن يحيط بانعكاسات الحرب العراقية الإيرانية على الشارع الكويتي، في إطار التغيرات التي تشهدها شخصيتين بالأساس، صادق أبو فهد وابن حصة والذي يُمثل السنة، وعباس أب صادق والذي يمثل الشيعة. وقد مثل هذه الانعكاسات انطلاقا من عيني صبي لم يبلغ الحُلم.

2- الفأر الثاني، لظى: ثاني الأقسام طولا.

يصور الكاتب انعكاس حرب الخليج على الكويت التي كانت طرفا رئيسا به. وما آل إليه الوضع انطلاقا من عيني نفس الطفل السابق، الذي دخل بدوره فترة المراهقة. استعمل الكاتب بهذا الفصل صيغة المخاطب في الحكي، عكس جميع الأقسام الأخرى. وأجاد في إظهار الحالة الاجتماعية التي أصبح يعيشها العراقيون المختلطون بالكويتيين داخل الكويت. والتجاذبات النفسية التي أضحوا يعيشونها وسط شعب لا يُرحب بهم.

3- الفأر الثالث، جمر: ثالث الأقسام طولا:

دخل به الراوي مرحلة الشباب، وصور الكاتب بها مجمل الاضطرابات الاجتماعية التي غزت الشارع الكويتي إبان سقوط بُرجَي نيويورك، وغزو العراق. كما استمر في اظهار حالة العراقيين النفسية وسط كويتيين يساندون غزو العراق. كما لم يغفل الكاتب عن إظهار التذبذبات النفسية للشباب الكويتي والاختلافات الفكرية المنتشرة. مستغلا شخصيات الرواية في إظهار كل فكر وموقفه من المخالف في قالب مضحك تارة، مُبكٍ في كثير من الأحيان.

4- الفأر الرابع، رماد: أقصر الأقسام طولا.

وأكثرها تداخلا مع زمن الرواية (2020 م)، وبها يزيل اللثام على ميلاد تنظيم "أولاد فؤادة" الذي كان نتاجا لمجموعة من الشباب مختلفي التوجه، لكنهم عزموا على شيء واحد، هو التحذير من طاعون الكساد والخراب الذي ستجلبه فئران الطائفية.

ت‌. يحدث الآن (القسم الثاني):

الخط الثاني للسرد كان عبارة عن فصول تتخلل فصول رواية إرث النار، وبها يحكي عما يعيشه أثناء الزمن الرئيسي للرواية، وهذا الخط لا تتجاوز أحداثه يوما واحدا، يُصور به نظرته المتشائمة لحال الكويت بسبب الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة، غير ناسٍ لمنحى مضطرب أصبح يُرخي بظلاله على المشهد وهم المُلحدون.

ث‌. أسلوب الرواية

1. لغة الرواية:

- لغة بسيطة صحفية.

- مشاكل تركيبية بكثير من الجمل.

- جمل غير تامة يقف القارئ بها متسائلا: هل انتهت الفكرة ام لا؟

- خان التعبير اللغوي الكاتب بكثير من الجمل والمواقف. مما كان له تأثير قوي بفهم القارئ.

- استعمال الكاتب للدارجة الكويتية بكل حوارات الرواية انعكس سلبا على سلاسة الأحداث.

2. الحبكة:

- طريقة الكتابة: تشويقية درامية بأغلب أحداثها.

- توفق الراوي بِحَبْك الأحداث، وجذب القارئ في تتبعها، غير ثقل أحسست به بالفأر الثاني إثر استعماله لضمير المخاطب بالحكي، مما أكسب النص ثقلا عوض السلاسة التي كان بها القسم الأول.

- أظن أن الكاتب وُفق إلى إيصال أهداف الرواية إلى القارئ.

3. زمن الرواية:

- 2020 م (المستقبل)... قبل شهر سبتمبر وقت انتهاء الراوي من كتابة الخط الزمني الثاني.

- خط زمني متتابع برواية إرث النار، انطلاقا من الثمانينات بالقرن الماضي وصولا إلى نونبر 2017 وقت انتهاء كتابة الراوي لروايته إرث النار (الخط الزمني الأول).

4. مكان الرواية: الكويت والعراق. وأهم الأحداث كانت بين حي السدرة والكفاية.

ج‌. خاتمة:

لم أرد أن أسهب في الحديث عن الرواية، غير أن السنعوسي وإن اختار الصراع السني الشيعي كتمثيل للطاعون الذي يُنبئ الأمة بالخراب، فهناك صراعات عرقية وقبلية أخرى ترخي بظلالها على أغلب الدول العربية والإسلامية، كوباء قاتل... موتان يهدد الأمة ككل، لن يذر طائفة ولا قبيلة ولا عرقا إلا وجرفه... موتان يُهدد أمت

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق