الهدية
أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند قراءة العنوان هو أهمية الهدية و وقعها على نفس المتلقي لها والمعطي لها لكن الهدية في هذا الكتاب هي الهدية التي يكون فيها المتلقي والمعطي هما نفس الشخص وكذلك ليست الهدية التي فهمناها بل هي هدية من نوع آخر .
معظمنا اذا طرحت عليه سؤال هل انت سعيد ؟ سيجب يمكن او لا . هل انت مرتاح ؟ لا . هل انت تعيس ؟ لا . ماذا ينقصك ؟ الكثير . على وجه التحديد ؟ لا استطيع التحديد . معظمنا لديه هذه الإجابات . حقيقة ليست مشكلتنا النقص ولا الظروف انما مشكلتنا اننا عندما نعي الحياة و نتحمل المسؤولية نكون قد مرينا بعدة إخفاقات وتجارب بسيطة و طيش مراهقة و عند و سذاجة طفولية وماتركته على حياتنا الحالية تجد في نقطة الوسط بين الماضي والمستقبل بين ما مرينا به أمس و ما ستؤول عليه حياتنا غدا فنجد انفسنا آسري الماضي و خائفين من المستقبل لكن لا أحد ينتبه لنقطة الوسط لا احد ينتبه للحاضر واليوم هي الحلقة التي تربط بين الماضي والمستقبل . لا الماضي سيعود ويصلَّح ولا المستقبل نعرف ماذا يخبئ . ولكن الحاضر بين أيدينا فيه يمكن التعلم من أخطاء الماضي و تجاربه ونصححها في حاضرنا و فيه نخطط لمستقبلنا وما نريد الوصول له .ان تعيش حاضرك يجعلك اكثر فاعلية وارتياح بحيث أكون ضمن ما استطيع القيام به ولا أعيش ضمن احزان الامس و مخاوف الغد فهي تحرق الاعصاب و تسبب الامراض العضوية و لا يمكن فعل شيء حيالها ابدا لكن ان أعيش يومي واقرر ماذا افعل واستمتع به وبين فينة والأخرى أتذكر مافعلته بالماضي لكي لا اكرره الآن و أغير أسلوب خاطئ انتهجته سابقا يجعلني اكثر تصالحا مع الماضي كما ضمن عيشي للحظتي الحالية اخطط لما افعله غدا او اضع برنامج أعيش على نهجه أكون بذلك تغلبت على مخاوفي من المستقبل .
الحياة ليست كاملة فيها من العطاء بمقدار مافيها من الآخذ وفيها من الصفعات بمقدار مافيها من الحضن والاشكال ليس فيها بل فينا صحيح خلالها نخسر الكثير ولكن يبقى لدينا الأكثر و نستطيع أن نتعلم من الألم أكثر من الفرح . فقط عندما نمرض ونتألم نفهم معنى الصحة و ننتبه لها . فقط عندما نفقد نعرف قيمة ما كنا نملك . فقط عندما نبكي نفهم كم هي الابتسامة والضحكة جميلة .
من أروع الكتب التي قرأتها في حياتي كلها