خلوة الغلبان > مراجعات كتاب خلوة الغلبان > مراجعة Youssef Al-Brawy

خلوة الغلبان - إبراهيم أصلان
تحميل الكتاب

خلوة الغلبان

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

«مِثلُ هذه الحَكَايَا، التي تُشابِه ظواهر الطبيعة وتقلبات الفصول، عندما تَنْقَضِي لا نرثيها، بل نرثي أنفسنا».

التقى «إبراهيم أصلان» برجل يُدعى «جاك حسون» في بيت الكتاب الفرنسيين أثناء استضافته مساء اليوم الذي وصل فيه إلى فرنسا، وبعدما عَلِمَ كلٌ مِنْهُا أنَّ كلاهما مصريٌ، قال «إبراهيم أصلان» إنه من منطقة «الكيت كات» في «إمبابة»، فعَقَّبَ عليه «جاك حسون» بأنه من منطقة «خلوة الغلبان»، فدُهِشَ عم «أصلان» بالاسم دهشة انتهت به إلى قرار ضرورة البدء في كتابة رواية اسمها «خلوة الغلبان»، ثم جاء بعدها كتاب المقالات هذا إلى النور، ولا أعلم لِمَ غير رأيه من كتابة رواية إلى كتاب مقالات.

«خلوة الغلبان» رغم أنه ليس كتاب مقالات كبير الحجم إلا أنه يضم حكاياتٍ وقصصًا جميلة عن «نجيب محفوظ» و«يوسف إدريس» و«يحيى حقي» و«عبد المعطي المسيري» و«محمد حافظ رجب»، وفي الوسط يأتي موقف ظريف لـ «كونديرا» عندما علم بموت «نزار قباني»، يعقبه ببعضِ المقالات مقالٌ عن رؤية عم «أصلان» في أحد المرات لـ «عباس العقاد» دون أي احتكاك به، ومقالٌ آخر شديد الظرف لامرأة تحولت إلى رجل! وكثير مثل نوعية تلك المقالات الإنسانية الجميلة.

المُتابع لما كتبه عم «أصلان» كمجمل لن يجد اختلافًا كبيرًا بين ما كتبه تحت عنوان «مقالات» وبين قصصه أو عالمه الروائي، لاسيما وأن مقالاته ممزوجة بالبساطة المُميَّزَة والعبقرية الموجودة أيضًا في رواياته ومجموعاته القصصية؛ حيث الروح السردية تخرج من نفس نبع تلك العين التلغرافية القادرة على التقاط أصغر الأشياء وتحويلها لحالات إنسانية، وعلى الرغم من ذلك لم يجد عم «أصلان» مَنْ يُرَوِّج لأعماله! بل إنه لم يجد من ينشرها بالأساس!

عندما سُئِلَ عم أصلان في لقاء تليفزيوني: «لماذا تكتب؟»، قال بصوت خَشِن ومبحوح قليلًا: «الكتابة (وَنْسَة)»، ولعل ذلك هو أجمل وأطعم تنظير يمكن أن يسمعه شخص عن الكتابة طول عمره.

إبراهيم أصلان إنسان شغوف بالكلمة في وسط مجتمع يعجُّ بالابتذال... إنسان ذو أصالة وتفرد في أعماله في بلدٍ يغطيها سحابة من التلوث الفني.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق