سرور > مراجعات رواية سرور > مراجعة alatenah

سرور - طلال فيصل
تحميل الكتاب

سرور

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

يوميات قراءتي لكتاب سرور لطلال فيصل:

ـ الكتاب يتحدث عن نجيب سرور من زاوية جديدة وتناول مختلف عمن كتب عنه من قبل هكذا هو يزعم.

ـ النسخة الاكترونية التي وجدتها في جوجل بلي كنسخة مجانية(بضع صفحات منها) تخلو من المقدمة التي تدخلك في أجواء الكتاب.

ـ إيراد المؤلف شهادة زوجة نجيب الروسية وما فيها من قسوة على المصريين حين اتهمتهم بالارتزاق من نجيب سرور والنصب عليها في أكثر من مرة تعتبر في نظري شهادة جودة للكتاب لأنها تدل على تجرد الكاتب وبحثه عن الحقيقية بعيداً عن التهوين أو التهويل، آمل أن يكون الكتاب بالفعل كذلك.

ـ الكتاب على شكل رواية، وقد اعترف مؤلفها في لقاءات سابقة معه أنه خلط الحقيقة فيها بالخيال، لكن ألا يجدر بي قبل أن أشرع في قراءتها أن أقرأ عن حياة نجيب جيداً، صحيح أني قرأت عنه بضع ملخصات عنه في الأنترنت والوكيبيديا، بل سبق وقرأت عنه كتاباً قبل سنوات لكن لم يبق في ذهني الكثير عنه، سأبحث الآن عن كتاب أقرؤه بسرعة حتى أستطيع دخول عالم هذه الرواية فأفرق بين حقيقة طلال فيصل وخياله.

ـ لم أعثر في الأنترنت على كتاب يتحدث عن نجيب سرور ما عدا كتاب دون كيخوته المصري وهو غير متاح، لذلك سأضطر إلى قراءة هذه الرواية بالمعلومات اليسيرة لي عن الشاعر، ويغريني في قراءة هذه الرواية أن نجيب سرور اتهم بالجنون وأدخل المصحة النفسية، وهو يتهم المخابرات أنها لفقت هذا المرض له، لكن ثمة تقارير طبية تؤكد أنه مريض بالفعل لكن آخرين يشككون فيها ومنهم زوجته وحجتهم أنه لا يمكن لمريض بمثل مرضه أن يبدع مثل هذه الأشعار ويضع مثل هذه الكتب، حسناً لا أريد أن أطيل الكتابة عن كتاب لم أقرؤه بعد، وأنا الآن أكثر ما أكون تشوقاً له.

تدوين: ـ لا تزيدني كثرة القراءة إلا يقنياً بصواب ما كنت أقوله دوماً: لا أحد يمل من القراءة، والقراءة هي الفعل الوحيد الذي لا يمكن لك أن تمل منه أو تتوقف عنه، لكن تنبه فما تحسه من ملل أثناء قراءة بعض الكتب هو ملل من الكتاب لا من القراءة، بدليل أنك إذا قرأت غيره زال عنك هذا الشعور، وحتى لو استمر فاستبدل الكتاب بآخر حتى تستعيد عافيتك القرائية التي فقدتها بسبب كتاب رديء، وقد لا يكون في بعض الأحيان رديئاً، لكنك لا تنشط في بعض الأحيان لنوع معين من الموضوعات التي ما أسرع أن تتحمس لها بعد حين، وعليه فاذهب مع نفسك حيث تقودك في عالم القراءة، ولا تعسفها على ركوب قراءات لا تجيدها أو ترغب فيها إلا إذا كنت قارئاً للفائدة، فحينها أنت خارج من دائرة حديثي هذا، الذي أوجهه فقط لقراءة المتعة أمثالي.

ـ وقع ما كنت أخافه، فأنا لا أستطيع تمييز الحقيقة من الخيال في هذه الرواية، وهاهي صورة زوجته الروسية ساشا تظهر فيها مثالاً لوفاء المرأة مع زوجها، ونموذجاً لإعجاب المرأة بزوجها المبدع، ودفاعها عنه وخدمتها له ولتراثه، لكن ما الحقيقة من الخيال في هذه الصورة لا أدري؟ أخشى أن الكاتب صاغها بما يناسب مستوى الحكي الذي أراده، أو الفكرة التي أراد أن يدافع عنها، أو ينشرها، يجب علي أن أتعامل مع هذا الكتاب باعتباره رواية لا سيرة غيرية، حتى أستطيع الاندماج معه والاستمتاع به، أما إذا كنت سأقف عند كل خبر لأفكر فيه وأتأمل به فسيضيع وقتي ويتشتت جهدي، وأفقد القيمة التي لأجلها قرأت الكتاب.

ـ يبدو أن الرواية مبنية على عدة رواية لها، وهأنذا أتبين منهم الطبيب الذي عالجه وقد كان صديقه، وزوجته شاسا.

ـ كنت قبل الأنترنت أقرأ الكتاب في يوم واحد، وبعضها في جلسة واحدة لا تقطعها إلا ضرورات، لكن الأنترنت جعل وقت القراءة أطول بكثير، فأنا حين يستوقفني أي شيء في الكتاب أذهب للتوثق أو الاستزادة منه إلى الأنترنت، صحيح أن الأنترنت يشتتني لكنه يضاعف من استمتاعي بالكتاب وانتفاعي به، ولو استطعت أن أضبط موضوع التشتت هذا لأمكن لي قراءة كتبي باستمتاع وانتفاع منقطع النظير وبوتيرة أسرع أيضاً.

ـ لا يمكن لأي زوجة ـ حتى لو كانت روسية ـ أن تكون بمثل هذا التسامح مع بعد زوجها عنها، وعلاقته بالأخريات على نحو ما يصوره لنا كاتب الرواية، هذه المرأة لا وجود لها إلا في الخيال الروائي للكاتب، وليتي أعرف رأي ساشا في هذه الرواية أو رأي ابن نجيب سرور بها.

ـ شاهدت قبل قليل مقطع فيديو لنجيب سرور في فيلم الحلوة عزيزة فتعجبت من حضوره القوي وإجادته للدور الذي يؤهله لأن يكون ممثلاُ ناجحاً، لكنه لم يفعل ذلك! ترى هل كان يرى نفسه أكبر من ذلك بكثير، ثم إنك تجده في أشعاره شديد النقمة على الوسط الفني إلى درجة أنه يصفهم بالمستنقع الذي يزخر بالابتزاز الجنسي، واستغلال الأعراض في الوصول إلى القمة!

ـ قررت اعتبار هذا الكتاب رواية خيالية ونادراً ما أقوم بالتعليق على ما أقرؤه في الروايات لأنه خيال محض لا يحمل شيئاً جديداً أو أمراً يستحق التسجيل والبحث، فالرواية يمكن لها أن تدهشني وتعجبني، لذلك يبدو أن كتابتي ستكون قليلة عن هذا الكتاب في هذه التعليقات.

ـ بالفعل مريض الفصام لا يمكنه أن يتم عملاً فنياً كالمسرحية التي كتبها نجيب سرور.

ـ الآن تذكرت لماذا استشهد طلال فيصل ببيت أبي العلاء المعري: "لا تظلموا الموتى وإن طال المدى، إني أخاف عليكم أن تلتقوا" فهو أراد لهذه الرواية أن تكون دفاعاً عن نجيب سرور، فالخيال الذي زعمه طلال كانت ظلالاً إيجابية على سيرته اخترعها المؤلف أو افترضها، الآن بدأت أتبين أن هذه الرواية لا يمكن أن يؤخد منها أي شيء للتاريخ عدا أنها رواية فنية قريبة من السيرة الذاتية، أو متأثرة بها.

ـ مستوى الصراحة في هذه الرواية عالٍ جداً انظروا إلى هذا النص:"يكون قد ذهب إلى مقهى ريش حيث المثقفين المصريين المدعيين، وهو يجلس إما مع أمل دنقل الممتلئ بالحق، أو نجيب محفوظ الثعلب كما كان نجيب نفسه يصفه، أو فؤاد نجم الذي لا يفعل شيئاً في حياته سوى شرب الحشيش"

ـ ساشا الزوجة الروسية الوفية تركت زوجها خمسة أشهر وذهبت إلى روسيا حتى يكمل ابنها دراسته في الثانوية، ولم تعد حتى مات زوجها!

ـ للتو انتبهت إلى جمال أسلوب طلال فيصل وتماسكه فقد قرأت الآن ثلاث فصول تمثل شهادة الطبيب، وشهادة زوجته، وشهادة أخيه، وجميعها كتبت بأسلوب متناغم ليس فيه نبو، تشعر أن النص من سهولته ويسره يسير معك أو تسير معه دون أن تنتبه إلى لطفه وبساطته، إنه يمنحك المعنى بوضوح وتلقائية، كأن صاحبه يحدثك مباشرة، إنها كتابة أقرب إلى الحديث الشفوي لكنها متماسكة وتنقل المعنى بدقة وإيحاء على النحو الذي يريده الكاتب ويتشوق له القارئ، لقد اكتشفت كاتباً لذيذاً اسمه طلال فيصل، ونادراً ما يحصل لي هذا، شكراً يا طلال، أتمنى أن يبقى أسلوبك هكذا حتى نهاية الكتاب، فقد بحثت في جوجل عنك للتو فعثرت على عملين آخرين لك، أحدهما قبل هذا الكتاب(سيرة مولع بالهوانم) وآخر بعده(بليغ) سأقرؤهما بإذن الله إذا واصلت هذا الأسلوب الرائع والرائق في كتابك الشيق هذا.

ـ يؤكد مؤلف الكتاب أنه لم يتحمس معه وينفعه أكثر من ابن نجيب سرور شهدي وقد تعرف عليه عن طريق صلاح عيسى، وكان شهدي نجيب سرور يعمل وقتها مصمماً لصفحات الأنترنت في الأهرام ويكلي، وهو يؤمن بوجود مؤامرة على والده لمحو كل ما يتعلق به من السجلات الفنية والأدبية، وقد أمد المؤلف بأوراق ومواد صحفية بالغة الأهمية.

ـ حسناً مؤلف الكتاب يرى أن سبب تأخير تأليفه لهذا الكتاب هو أن زوجته نرمين(زوجة طلال فيصل) حملت وقد كان تأخر حملها سبباً في خلافات بينهما ثم تبين أن حملها عنقودي.... تفاصيل ما شأن القارئ بها؟ آه نسيت أني أقرأ رواية، يبدو أن انجذابي لأحداث الرواية جعلني أصدق أن كل ما فيها صحيح وتوثيق دقيق لحياة نجيب سرور بل وحياة طلال فيصل، لكن هذه الخلطة العجيبة التي ابتدعها المؤلفة نهاية في الإبداع والإمتاع، أنت رائع يا طلال.

ـ مؤلف الرواية أو بطلها شبه مقتنع أن ثمة مؤامرة على نجيب سرور بل إنه يرى أن هذه المؤامرة مستمرة حتى بعد وفاته.

ـ يروي ثروت سرور شقيق نجيب أن والده كان يعول على تفوق نجيب فكان يعفيه من العمل في الحقل حتى يتفرغ للقراءة وحفظ النصوص الشعرية، وكانت مشاعري حيال ذلك شيء من الغيرة والشفقة عليه.

ـ قصة تأليف هذا الكتاب أو تعرف مؤلفه على نجيب سرور فيه قدر كبير من الشفافية والصراحة التي تصل إلى درجة الفضحية لكنها تشير إلى أن المؤلف يتحلى بقدر كبير من المصداقية مع نفسه مما يجل القارئ يطمئن إلى ما يكتبه.

ـ يوفر لي الأنترنت معلومات وفيديوهات وصور بل و إبداعات كتابية لكل من ترد أسماؤهم في هذا الكتاب بداية من شقيق نجيب وزوجته مروراً بالأطباء وانتهاءً بزملائه وزوجته الثانية، ترى كم من الجهد والوقت سيستغرقه القارئ ليحصل على المعلومات قبل ظهور الأنترنت، لقد كنت في شبابي إعالج الفضول المعرفي الذي يبعثه فيَّ الكتاب الجيد بالتردد على المكتبات العامة في الرياض، كمكتبة جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، ومكتبة الملك عبدالعزيز، هذا طبعاً بعد أن أستنفد ما عند المكتبات التجارية كجرير والعبيكان والمؤيد... طبعاً كنت أستفسر من التجارية عن طريق الهاتف، وحالي هنا بوسائل الاتصالات والمواصلات أنذاك أفضل ممن قبلي.

ـ الآن عرفت لماذا يزيد إعجابي بالكتاب كلما تقدمت في قراءته؛ إنه يجيب على ذات الألغاز التي أريد معرفتها عن نجيب سرور بل هو يشاطرني الأسئلة ذاتها عنه "مروراً بنهايته المأساوية وصولاً إلى طمس كل المصادر المتعلقة به، هل كان ثمة مؤامرة فعلاً للقضاء على نجيب سرور حياً ثم ميتاً؟ غلق كل الأبواب في وجهه ثم إدخاله مستشفى الأمراض العقلية، ومنع مسرحياته، وطرده من معهده، ثم تشرده وموته المبكر،والأهم من ذلك منع تقديم أعماله المسرحية بعد وفاته، وعدم نشر مؤلفاته إلا بعد عشرين عاماً! ما الذي كان يعرفه هذا الرجل ويراه ويريد أن يصرح به، واتفق الجميع على منعه من ذلك، والمثقفون من الواضح تماماً ـ على الأقل بقراءة أميات وبروتوكلات حكماء ريش ـ أن علاقة سرور بأبناء جيله من الفنانين والكتاب لم تكن على ما يرام، لكن هل يفسر ذلك صمتهم على التعريض به؟ ثم الرغبة في إخفاء سيرته تماماً بعد وفاته؟ كان الأمر يبدو غريباً"

ـ أطباؤه هم: عبدالسلام محسن، وجلال الساعي،

ـ الدكتور جلال الساعي أمد مؤلف الكتاب بأرشيفيات كتبها نجيب سرور إبان مرضه أو إقامته في مستشفى العباسية.

ـ أورد المؤلف بعض مقالات نجيب سرور الصريحة، وأرى ثمة تشابهاً غريباً بين أسلوبها وأسلوب طلال فيصل في هذا الكتاب، سأثبت هذه الملاحظة عندي وأتأكد منها بعد قراءتي لأكثر من نص نثري قد ينشره طلال سليمان في هذه الرواية، وإن لم يكن فسأقرأ ـ بإذن الله ـ نصوص نثرية لنجيب سرور حتى أتيقن من ذلك، وإن كانت ملاحظتي صحيحة، فهذه مفارقة غريبة، لكن قد أكون واهماً وما أيسر اكتشاف ذلك من خلال قراءة مؤلفات طلال سليمان الأخرى.

ـ يورد طلال فيصل مقالات وتقارير عن نجيب سرور ويهمش عليها أسفل الصفحة بعبارة طبق الأصل، ولا أدري هل هذه عبارة دقيقة وتعني أنها وثيقة حقيقية أم أنها ضمن الحبكة الروائية! مثل هذا لا يمكن لي أن أتحقق منه إلا بمراجعة ما كتبه نجيب سرور من مقالات نثرية منشورة، أو ما كتب عنه، وأشعر بالكسل حيال التحقق من ذلك في الوقت الحالي.

ـ نجيب سرور مصاب فيما يبدو لي بفوبيا ملاحقة المباحث والاستخبارات له، وبأسلوبه استطاع أن يقنع بعض من حوله بذلك، أو على الأقل أثار فيه الشك حيال ذلك، ولعل جرأة نجيب على الحديث في السياسة والوقوع في المحظور عزز من هذه الشكوك، لأن الناس بدورهم مصابين بشيء من هذه الفوبيا، ولا سيما أن مصر وقتها كانت تعيش رعباً من سيطرة الأجهزة السرية على الحياة العامة والخاصة في مصر.

ـ وهم ملاحقة المباحث العامة أو أمن الدولة للإنسان (وهم المطاردة) في دول ما يسمى عليه بالعالم الثالث أصبح مرضاً جديداً وفوبيا طارئة تنفرد بها هذه المجتمعات ـ للأسف ـ عن غيرها.

ـ لا تزيدك القراءة في هذا الكتاب إلا رغبة في الاطلاع على جميع النتاج النثري والشعري بشقيه العامي والفصيح، حتى تختبر المعلومات التي استفدتها من هذا الكتاب.

ـ بدأت أميل إلى أن التقارير والمقالات التي يوردها طلال فيصل في روايته حقيقية، وإلا فما الذي يضطره إلى أن يكتب عنها في الهامش عبارة صورة طبق الأصل، إذ لو كانت خيالية لأبقاها في الرواية بدون تهميش أي تركها لخيال القارئ.

ـ لكني لا أستطيع القطع بصحة هذه المقالات التي تنسب لنجيب سرور لأنها دقيقة في وصف معالم الستينات الميلادية، من حيث تنبئه بوفاة عبدالناصر من خلال مؤامرة، ووصفه لمخابرات صلاح نصر وإفسادها حياة الشعب، ونعيه على يوسف إدريس كتابته للمقالات وتركه كتابة القصة.

ـ لا أظن الكاتب ينجح حين يبلبل قارئه فيدعه حائراً لا يستطيع تمييز الحقيقة من الخيال فيما يقرأ.

ـ كتب الشاعر قصيدته أميات كاملة في مصحة العباسية للأمراض العقلية.

ـ أشعار نجيب سرور الواردة في الرواية فيها سب وقذف لشخصيات مصرية رسمية واعتبارية وأدبية ، أتعجب كيف أجازت الرقابة نشر هذا الكتاب أو تداوله، بل كيف لم يحاكم الكاتب طلال فيصل، هل لأن هؤلاء متوفون؟ حسناً أليس لهم أبناء، أليس لهؤلاء قيمة اعتبارية في التاريخ الأدبي والثقافي المصري؟

ـ مسكين نجيب سرور كان مسكوناً أن امرأته خانته مع كل هؤلاء.

ـ يرد في أحد مقالات نجيب سرور المنشورة في الرواية مسمى "أمن الدولة" ولا أدري هل كان هذا المسمى موجوداً في الستينيات الميلادية التي يفترض أن هذه المقالة كتبت فيها، يلزمني التأكد من هذا لأنه إن ثبت فهو مأخذ على كاتب الرواية قبل أن يكون دليلاً على أن هذه المقالات متخيلة وليست حقيقية.

ـ لا يتعذر علي التثبت من صحة هذه المقالات بالبحث عنها في الأنترنت أو متابعة تعليقات القراء عليها، أو قراءة اللقاءات التي جرت مع مؤلف الرواية بعد أن أصدرها، لكن لا وقت لدي الآن، فأنا أريد الانتهاء من الرواية، أو تحديداً الاستمتاع بمعرفة نهاياتها كيف ستكون؟

ـ إمام محمد إمام من الشخصيات التي أحبها نجيب في مصحة العباسية.

ـ نسيت الآن كيف عثرت على هذا الكتاب أو من دلني عليه، لكنه أعاد لي الثقة في الكتاب العربي، وأكد لي أن الشلل الأدبية والإعلامية تسمم الحياة الثقافية بإشهار كتب لا قيمة لها، والتعتيم على كتب جيدة كهذا الكتاب، ينبغي على القارئ العربي أن يتعب حتى يعثر على الكتاب الجيد أو أن يرتبط بمثقفين بعيدين عن هذه الشلل، لكن حتى هذه فسدت، ومن ذلك أن بلال فضل الذي كنت أستعين به للعثور على الكتاب الجيد بات شللياً وصار لا يخجل من الإشادة بكتب أصدقائه ودعوة مشاهديه إلى اقتنائها بل إنه وبكل بجاحة صار يدعو لدور نشر معينة يرتبط مع أصحابها بعلاقات صداقة بل لا أستبعد أن يكون شريكاً تجارياً فيها، مسكين أنت أيها القارئ العربي زوروا وعيك ويريدون الآن تزوير ذوقك وخداعك لأغراض فكرية وتجارية.

ـ وضع نجيب سرور عام 1974م وهو في مصحة عقلية بالإسكندرية مسرحية معدة للنشر لكن هذه الرواية فقدت في هذه التفاصيل المؤلمة التي يوردها طلال فيصل "تنزل ساشا من التاكسي ويتبعها شهدي. يغلق الباب بينما هي تحاسب السائق، يعطيها السائق الباقي وينطلق، ومع انطلاقته تدرك أنها نسيت فيه مخطوط مسرحية "النجمة أم ديل" المعد للنشر... وهكذا تكون قد ضاعت هذه المسرحية للأبد" يقول طلال فيصل إني أشفقت على ساشا حين شاهدت بكاءها وهي تروي لي هذه القصة من أن أسألها عن ردة فعل نجيب سرور حين علم بالخبر!

ـ كتب طلال فيصل:"في حياة أخرى لن يكون هناك هيئة كتاب، ولا موظفات محجبات، ولا مدير تحرير، ولا تركيبة عطلانة، ولا حريق بني سويف"

هذا النص يحمل عداء من المؤلف للحجاب! إنه لون من العنصرية بغيض، ويقلل من قيمة كاتبه عند كثيرين من قرائه، إذ معظم النساء القارئات محجبات فلماذا يقصيهن على هذا النحو؟! هو الخاسر من ذلك لا هن!

ـ هذا الكتاب يثير من الأسئلة أكثر مما يجيب عليها، لذلك فأنا مضطر فور فراغي منه إلى البحث عن لقاءات وتحليلات للمؤلف وروايته لعلي أجد إجابة لأسئلتي أو أتبين الحقيقة من الخيال في هذه الرواية التي عصفت بسيرة نجيب سرور حتى صار قارئها لا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيها.

ـ المسرحية التي زعم طلال فيصل أنه عثر عليها عند الدكتورجلال الساعي بديعة حقاً هل كاتبها فعلاً نجيب سرور أم الدكتور أم طلال فيصل ذاته؟

ـ الصفحات الأخيرة من الكتاب مملة وفيها تفاصيل لا علاقة لها بالرواية بقدر علاقتها بالطبيب الذي يكتبها عن حياته الذاتية لا حياة نجيب سرور.

ـ الآن انتهيت من قراءة الكتاب، استمتعت به لكني لم أنتفع، أنا حانق على الكاتب وكتابه؛ لأني خرجت منه أكثر حيرة بعد أن بدأته حائراً، هذا الشعور سيجعلني ـ يا للمفارقة ـ أتوقف عن القراءة لهذا الكاتب، فلن أقرأ (سيرة مغرم بالهوانم) ولن أقرأ (بليغ) لأنه سيكون كسرور، ولن أقرأ له كتابه الذي يشرع في كتابته الآن عن سيد قطب لأنه سيكون كسابقيه.

ـ هذا اللون من كتابة الرواية قد يكون ناجحاً في الغرب لكني لا أظنه أنه سينجح عندنا، أو قد يكون المؤلف أخطأ الطريقة، قد يحسن هذا النوع من الكتابة عن أشخاص سيرتهم واضحة وتامة أشبعت بحثاً ودراسة، فيأتي الكاتب ويضع رواية تتخيل أحداثاً أخرى أو تفاصيل جديدة أي يتناولها بطريقة مبتكرة حتى لو كانت مختلقة(خيالية) في هذه الحالة يستمتع القارئ لأنه يقارن بين الصورة الفوتوغرافية الأصلية، والصورة المرسومة باليد التي أضاف إليها صاحبها من شخصيته وفنه الشيء الكثير، لن أقرأ لطلال فيصل بعد هذه المرة إلا إذا غير طريقته هذه أو كتب عن شخصيات نعرف حياتها جيداً، رغم اقتناعي بأنه كاتب متميز بل وكبير، أو ولد كبيراً.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق