فتاة في عش الدبابير > مراجعات رواية فتاة في عش الدبابير > مراجعة Maria Mohammed

فتاة في عش الدبابير - ستيغ لارسن
أبلغوني عند توفره

فتاة في عش الدبابير

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

#ريفيو

ثلاثية ميلينيوم

فتاة لا يحبها الرجال

فتاة لعبت بالنار

فتاة في عش الدبابير

ستيج لارسن

ملحمة بوليسية مذهلة، مليئة بالتشويق، إلى أقصى درجة، لم تثرني رواية إلى هذا الحد منذ رواية الجحيم لدان بروان، تركتني حزينة لنهاية أحداثها، و كأني أودع صديقا لن أراه لفترة طويلة.

اول الاجزاء يحمل عنوان فتاة يكرهها الرجال، منذ البداية تساءلت عن سر الفتاة، و هي الشهيرة أكثر باسم الفتاة ذات وشم التنين، تبدأ الأحداث ببطء وبتمهيد طويل النفس استغرقني يوما ونصف قبل أن اقرر الانطلاق في قراءة نهمة ومجنونة، في سباق محموم لإنهاء المجموعة كلها قبل نهاية السنة.

بطلتنا تدعى ليزبث سالاندر، لن تنسوا الاسم صدقوني، وحتى لن تستسيغوا لفظه الا كاملا، بنوع من القدسية الخاصة بها، ليزبث سالاندر شخصية، معقدة شديدة التركيب، في هذا الجزء ستجدونها غامضة، جدا ومجنونة جدا، حياتها أشبه بالحيوان، شهوانية، لا يهمها شيء سوى ما يكون أمامها لسبب ما، لسبب ما أعلنتها الحكومة فاقدة الاهلية، وتخضع لوصاية قانونية، وهي نظام متبع في السويد، ولكن الأحداث ستفاجؤنا أن الآنسة واسب(اسمها المستعار) في غاية الذكاء، بل عبقرية.

الشخصية الثانية الاهم مايكل بلومفيست، أو بلومفيست الخارق، صحفي نزيه، لا يوقفه شيء حين يقرر كشف حقيقة ما، شديد الذكاء، تجمعه مجريات الأحداث مع ليزبث، ومن هنا تبدأ المتعة القصوى، حين يتولى حل لغز اختفاء هارييت فانغر بشكل لم يكن في الحسبان.

ينتهي هذا الجزء بتحطم قلب ليزبث الباردة عرضا بسبب بلومفيست زير النساء، فهي قد وقعت في حبه، وذلك فاجأها هي نفسها، بينما هو لم يعرف شيئا من ذلك.

الجزء الثاني عنوانه فتاة لعبت بالنار، الحقيقة ما كان لاسم آخر أن يعبر عن القصة بصدق كهذا العنوان، وتستمر القصة فهي لم تنته بعد، والسبب هو سر اسود غلف حياة ليزبث سالاندر، والذي أعادت تحريكه أثناء عملها على قضية فاغنر، وبالتالي كانت ستشعل حريقا كبيرا، في عدة أعشاش للدبابير، ورغم كل محاولات مايكل للبحث عنها والاتصال بها إلا أنه فشل في ذلك، خاصة عندما تتهم ليزبث بثلاث جرائم قتل مرة واحدة، ولأنها لا تثق بالشرطة، تنطلق بحثا عن براءتها دون اكتراث للعواقب، مما جعل التهم تتراكم عليها كتراكم الديون على مقامر فاشل، ويتدخل بلومفيست، ويبدأ بالنبش عميقا، ليستخرج أسرارا شديدة السواد، حتى أنه سبق الشرطة بمراحل، أما ليزبث فيوصلها عنادها إلى تلقي ثلاث رصاصات أخطرها في الرأس ثم الدفن على قيد الحياة، ولكنها تنجو بأعجوبة فقد وصل بلومفيست الخارق في الوقت الملائم لنقلها الى المستشفى.

الجزء الثالث واسمه فتاة في عش الدبابير، طبعا المحطة المعقولة، في هذا الجزء تبقى ليز في المستشفى لتلقي العلاج، بينما يتولى مايكل التحقيق لإثبات براءتها بجهود جبارة، بينما تتفتح الآنسة ليزبث سالاندر كفراشة وتتغير من فتاة مخبولة، الى فتاة، ليس عاقلة تماما ولكن أقل خبلا.

ما اعجبني وشدني في الرواية هو أنها ليست رواية بوليسية عادية، وانما هي رسالة قوية وجهها الكاتب لانتقاد منظومة قانونية كاملة، وأخرى سياسية واجتماعية ايضا، فميلينيوم هي مجلة شهرية، وقد أثبت أن الصحافة قوة جبارة تتفوق حتى على أجهزة المخابرات، ومرر العديد من الرسائل على مدى ال2200 صفحة التي هي مجموع صفحات الثلاثية، فقد ناهض بشدة العنف ضد النساء، كما نادى بين قوسين بالحرية الجنسية، فهاهي ليزبث لا تبالي مع من تمارس الجنس المهم أن يكون بموافقتها فقط، ثم يحقق لها الرضا بغض النظر عمن تمارسه معه رجلا كان أو امرأة أو حتى قاصرا. ولا يختلف عنها مايكل، فهو رجل لا يوفر اي امرأة تطلبه، حتى ليزبث التي لم تكن أبدا جذابة، بل يكرهها الرجال على حد تعبير المؤلف في الجزء الأول، وفوق ذلك كان يقيم علاقة مع صديقته المتزوجة، وبمباركة زوجها_يا رب السماء_

كما في الرواية العديد من الرسائل السياسية، والقضايا، وان كانت لا تتعدى السطرين احيانا، فقد سافرت البطلة مثلا مرة إلى تل أبيب وهنا القى المؤلف تعبيرا مشككا حول ميل اليهود للاختفاء وراء اسلحتهم، كان هذا في سكر ونصف ربما، كما سيجد القارئ اليقظ، مرة أخرى إشارة للاحتلال البريطاني لجبل طارق وعدم أحقية اسبانيا في الاعتراض مادامت تحتل سبتة المغربية، حتى عراق صدام حسين كان حاضرا من خلال قصة لاجئ كردي، والكثير من مثل هذه الإشارات الذكية.

كثيرا ما بدا لي ان الكاتب أراد أن يقول الكثير، بل ربما أراد أن يقول كل شيء يخطر له... وحيثما كان أظنه سيكون راضيا عن نفسه من هذه الناحية على الأقل فقد قال الكثير لأن هذا اخر ما الفه قبل موته.

رواية متسارعة الوتيرة، تضخ فيك الإثارة والترقب، والحماسة، والرغبة في حل الغازها، لأنك لن ترضى أن تلعب دور قارئ متفرج، سترغب في صنع الحدث، أنا فعليا وددت لو أقفز بداخلها، فأعانق ليزبث، واركل بلومفيست، صدقوني يستحق ذلك.

#ماريا_محمد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق