نبدأ الآن مع ثاني كتاب من كتب سلسلة أدوات القادة لجاسم سلطان.
والذي يتحدث فيه عن مرحلة اليقظة ومتطلباتها من خلال قوانين النهضة.
مع ملاحظة أن هذا الكتاب عبارة عن عشر قوانين منتقاة وليست هي كل قوانين النهضة كما يقول الكاتب.
أهمية مرحلة اليقظة أنها تعتمد على قواعد البحث العلمي .. فلا مجال للارتجال هنا.
فيجب ملاحظة وتدبر سنن الله الثابتة في الكون .. ودراسة التجارب والحضارات البشرية السابقة لمعرفة أسباب نهضتها وسقوطها.
طبعا الكتاب عبارة عن ورشة عمل تقريبا وليس مجرد قراءة عابرة .. وهذا يتطلب العودة إليه مرارا لتتحقق الفائدة المطلوبة.
كما أن هناك العديد من التفاصيل والأمثلة في الكتاب التي يكون من الصعب فهمها بشكل كامل بدون دراسة وتطبيق عملي وربطها بمثال واقعي.
والجميل في هذا الكتاب (أو غالبا معظم كتب هذه السلسلة) أنها تعتبر مقدمة وبوابة لمجالات مختلفة استشعرتها في ثنايا الكتاب، بحيث تحفز القارئ الذي يريد التوسع في مجال معين أن يقرأ عنه باستفاضة في كتب أو مراجع أخرى أكثر عمقا.
وأذكر هنا ملخص لهذه القوانين العشرة:
---------------
القانون الأول: الفكرة المركزية
وهي الفكرة العامة التي تشرح ثقافة المجتمع أو الدولة
وتحتاج الفكرة المركزية لفكرة محفزة تحشد الناس حولها من أجل عملية التغيير
---------------
القانون الثاني: المكنة النفسية
بعد تحديد الفكرة المركزية والفكرة المحفزة .. يأتي دور البعث النفسي للأمة من خلال إحداث تغيير إيجابي في المشاعر
ويشترط في هذا القانون الإيمان بالفكرة .. والعزة بالفكرة .. والأمل في نجاح الفكرة
تتم عملية البعث النفسي عن طريق إعادة عرض وقراءة التاريخ (من خلال التركيز على تضخيم النقاط الإيجابية التي تحفز الناس، وتصغير النقاط السلبية) .. وعمل تراكمي في الإنجازات العملية .. واستثمار وحسن عرض الإنجازات دون إهمال أو تهميش لأي جهد من أي فرد كان
يجب معرفة كيفية التأثير على الجماهير وفهم نفسياتهم حتى يتم الحشد والبعث النفسي، وذلك من خلال الإلمام بعلوم الإعلام والدعاية السياسية والرأي العام والحرب النفسية .. حتى يتم صياغة الخطاب الجماهيري بالشكل المطلوب المبني على قواعد البحث العلمي من غير ارتجال
---------------
القانون الثالث: التغير الذاتي
فبعد بناء الفكرة التي تخاطب العقل، وبعث المشاعر الذي يخاطب القلب .. يأتي دور السلوك لممارسة عملية التغيير
وهنا يجب بناء الكتلة الحرجة النوعية في المجتمع، التي تستطيع القيام بعملية التغيير
((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
---------------
القانون الرابع: اختيار الشرائح
تحتاج كل حركة تغييرية إلى ثلاث شرائح مختلفة .. والخلط بين هذه الشرائح يؤدي إلى تجارب فاشلة
هذه الشرائح هي: شريحة البدء وشريحة التغيير وشريحة البناء
شريحة البدء هم أصحاب الفكرة الأساسية والمستعدون للتضحية من أجلها
هذه الشريحة لم تصل إلى الكتلة الحرجة لإحداث التغيير
هذه الشريحة لها عمر افتراضي .. فلا يجب التأخر في إيجاد شريحة التغيير
شريحة التغيير هم أصحاب القوة الذين يستطيعون القيام بعملية التغيير
وقد يكون أصحاب شريحة البدء جزء من هذه الشريحة
شريحة البناء تشمل كل طاقات المجتمع من كل علم ومجال
فيدخل فيها أصحاب الفكرة الأساسية وغيرهم من غير المؤمنين بالفكرة الأساسية
وتتحقق هذه الشريحة بعد بناء الدولة والوصول للأدوات التنفيذية
---------------
القانون الخامس: القوة والخصوبة
ويقصد به إنتاج الطاقات النوعية الذين تتوافر فيهم الشروط المناسبة حتى يتم وضعهم في المكان المناسب
يتم في هذه المرحلة توظيف الطاقات ووضع كل شخص في المكان المناسب لإمكانياته .. فلا يجب أن يمر كل شخص بنفس المراحل التي مر بها القائد في عملية التربية
يجب أن يكون إنسان النهضة المطلوب رباني - عامل - مفكر - جريء - منتج
ويجب أن يمتلك حصيلة جيدة من الأدوات الشرعية والإدارية والعلوم الإنسانية
---------------
القانون السادس: المؤشرات الحساسة
إن قياس المؤشرات عملية مهمة في أي شركة أو مؤسسة ربحية .. وكذلك يجب أن يكون مشروع النهضة
لا بد من تفعيل ثقافة الأرقام والإحصاء حتى يتم قياس عملية النهضة ونجاح الدعوة بشكل دقيق .. بدلا من التقييم بشكل اعتباطي
مؤشرات لقياس عمل الأحزاب
أولا: الرأي العام (عموم الدعاية) من خلال معرفة عدد الناس الذين وصلتهم الفكرة بالشكل المطلوب
ثانيا: كثرة الأنصار الذين يتم استثمار طاقاتهم في إنتاج المشاريع المطلوبة
ثالثا: بناء المؤسسات - متانة التكوين
---------------
القانون السابع: التدافع
إن قضية التدافع هي جوهر الوجود البشري، فالإنسان يدعو للسلام والأمن، لكن في الواقع يطغى الناس بعضهم على بعض، وتستمر عملية التدافع إلى ما شاء الله
والتدافع قد يكون تنافس- بفوز الطرفين نسبيا، أو صراع - بحيث أن كل طرف يسعى لإنهاء الآخر
جوهر التدافع هو وجود اختلاف في المصالح
يقوم التدافع على عنصر القوة
من أشكال التدافع (سياسيا): الحرب - الانقلابات - الثورات - حركة اللاعنف - الإرهاب - العمل السياسي - التفاوض
((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض))
---------------
القانون الثامن: الفرصة
يلزم توفر عنصران رئيسيان لاقتناص الفرص: الجاهزية والسرعة
يجب اختيار التوقيت المناسب لاقتناص الفرصة وعدم التردد في ذلك
قد تتوفر الفرصة كذلك عند ضعف الخصم، وهنا يأتي دور الجاهزية والسرعة في اقتناص الفرصة
---------------
القانون التاسع: التداول
هذا القانون مرتبط بقانون الفرصة
دوام الحال من المحال، فالأحداث والوقائع لا تستمر على حال واحد، وقد تأتي الفرصة في أي وقت لمن كان مستعدا لها
((وتلك الأيام نداولها بين الناس))
---------------
القانون العاشر: الدعائم السبعة للنهضة
هذا القانون لما بعد مرحلة التمكين
الدعائم السبعة هي
أولا: الروح المشبعة بالأمل
ثانيا: الاعتزاز بالذات
ثالثا: العلم الغزير
رابعا: القوة والاستعداد
خامسا: منظومة قيمية صالحة - كالعدل والكرامة في المجتمع
سادسا: المال والاقتصاد
سابعا: أسس النظم - من سياسة واجتماع وخلق وتربية
---------------

