الرقص مع الحياة > مراجعات كتاب الرقص مع الحياة > مراجعة أمل لذيذ

الرقص مع الحياة - مهدي الموسوي
أبلغوني عند توفره

الرقص مع الحياة

تأليف (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

بعض الدراسات تشير إلى أن أول تعبير للإنسان لم يكن بالأحرف والكلمات أو حتى اللفظ والصوت وإنما كان حركياً بالرقص،خطرت على بالي هذه الدراسات لما رأيت عنوان كتاب (الرقص مع الحياة) للكاتب مهدي الموسوي،ولما تأملت الكتاب عن قرب أكثر وجدت أغلب الحديث عن الاستطراب أثناء العيش بمعنى المضي بالرضا فيما تقدمه لنا الأيام وكذلك هناك الأنفاس فالرقص فيه شهقات فرح حتى في لحظات التعب فالبسمة الحقيقة متناثرة في الكتاب كما تتناثر الرمال الذهبية بقرب الشواطئ الساحرة تناثراً فيه جمال وانسيابية طبيعية وبكثرة ليست فيها مضرة.

كان هنالك سطر تحت العنوان على الغلاف يقول "طلبت من الله كل شيء لأستمتع بالحياة... فأعطاني الله الحياة لأستمتع بكل شيء" وهي عبارة فيها رؤية الكتاب وهي مهموسة وكذلك بحروف قليلة فيها صورة مرسومة،ومن ثم جاءت قواعد الرقص مع الحياة أو خطواتها لكي لا تقع أرواحنا في نغمة بعيدة عن الاستمتاع بالحياة،فنجد 55 قاعدة وفي نهاية كل قاعدة هناك حسب ما وصف الكاتب "شمعة" وهي ليست مجرد تلخيص سريع للقاعدة أو تعقيب سريع عليها فهي أقرب لكونها تنبيه مستنير يذهب حيرة التعامل مع القاعدة في الواقع فيجعلها في متناول القلب والتطبيق للقارئ،القاعدة رقم (1) (الامتنان كنز الحكماء) وفيها أكثر من حكاية من الحكايات المتداولة ومن الحكايات التي تفيق الروح وهنا كان الحديث عن شكر الله ليس فقط على السراء وإنما أيضا ما نراها كضراء فحتماً في طياتها خير سكن الخفاء،والقاعدة رقم (2) (أحبب نفسك) وهي عن ضرورة رفق الإنسان بذاته فلا ينبغي أن يسترسل في النظر إليها بصورة مشوهة وسلبية فلابد من وجود ما فيه بهجة فيها،والقاعدة رقم (3) (كنوزك بين جوانحك) وهي تبرز كيف أن بوصلة المرء قد تشغله بما حوله بما يكون أروع ما ينتظره هو بقربه،والقاعدة رقم (4) (عش بقلب أخضر) وهي عن العيش بمسحات من النوايا الطيبة لكي تعلو على التصرفات والتعاملات اليومية في الحياة ولتجلب الراحة للنفس وللغير،والقاعدة رقم (5) (السماح صفة الأبطال) وهي تبدو تابعة لسابقتها في المضمون فالإنسان يسعد أكثر إذا عفى عمن يلتقي بهم وهم يسعدون كذلك فالحياة أوقاتها لا تستحق المشاحنات والصراعات،والقاعدة رقم (6) (افعل جميلاً بلا مقابل) وفيها أورد الكاتب قصص حقيقة وبأسماء شخوصها عمن بادروا بالإيجابية مع من صادفوهم في الحياة حتى من لم يتوقعوا الإلتقاء بهم مرة أخرى وفي النهاية حصدوا جمال صنيعهم والكاتب يحث على هذا حتى لو يكن هناك جزاء واضح فهكذا مبادرات تطيب علاقة المرء مع الحياة ونفسه أيضاً،والقاعدة رقم (7) (تقبل الآخرين كما هم) وفيها صوت الواقعية بأننا لن نتمكن من تغيير كل ما لا يعجبنا فيمن هم من حولنا مهما حاولنا وعلينا تفهم هذه الحقيقة ونحن نخاطبهم ونتفاعل معهم،والقاعدة رقم (8) (إملأ صدرك بالحب) وفيها تذكير راقي بأهمية المحبة والمودة للإنسانية ليس فقط على صعيد العائلة وإنما على صعيد المجتمع الواحد وكذلك البشرية،والقاعدة رقم (9) (تكيف مع الظروف القاهرة) وفيها تم التشجيع على حسن التعامل مع تحديات الحياة وعدم الاستسلام إليها فلا يجب الرضوخ لها وإنما إيجاد سبل للتعامل معها،والقاعدة رقم (10) (الرحمة..قانون الله الأعظم) وفيها نبذ للعنف حتى اللفظي منه فالتعبيرات التي فيها تلطيف تكسب القلوب حتى التي لا تصيب وتمنح الكثير من الفرص التي تسعد من يظن بأن لا أحد سيحتوي قلبه،والقاعدة رقم (11) (عش وقتك الحاضر) وهي من أصعب القواعد لأنها تتطلب أن يتصالح المرء مع ماضيه وأن يحسن التفكير وبلا قلق في مستقبله وأن يعرق قيمة كل لحظة حتى التي تمر على عجل في حاضره،والقاعدة رقم (12) (حرر نفسك من المخاوف) وهي أيضاً خطوة صعبة لأن التوتر وعدم الثقة بالنفس والهواجس من العراقيل المنتشرة لدى أبناء آدم كما ينتشر الصدى بين الجبال والوديان والكاتب يدعو إلى تخفيف حدة وتيرة هذه المؤثرات السلبية ولو بعد تبيينها كثيراً،والقاعدة رقم (13) (لا تتوقع الكمال فيما حولك) فيحدث أن نبالغ في توقعاتنا من الحياة فنغرق تفكيرنا في رغبات الحصول على ما ليس عندنا فنتناسى ونغفل عن أهمية ما بين أيدينا،والقاعدة رقم (14) (عش حياة حقيقية) وينادي فيها الكاتب بعدم اللهث وراء المظاهر الزائفة وضرورة التركيز على مضمون الحياة بدلاً مما هو مخادع حتى لو كان فاتناً،والقاعدة رقم (15) (كن لطيفاً مع الآخرين) وفيها تعزيز لفكرة بأن اللين يجمل قلوبنا وقلوب من يلتقون بها وهو يسير وليس بعسير،والقاعدة رقم (16) (الموقف الإيجابي في الحياة) وفيها توضيح بأن التحتية للسعادة هي بالترحيب بها وبأنها ممكنة،والقاعدة رقم (17) (قو عالمك الداخلي) وفيها عظة بأن الاطمئنان في نفس المرء ينعكس حتى على من يمرون بنبعها،والقاعدة رقم (18) (شاطر الآخرين نعمتك) وفيها نبذ للأنانية ودعوة للكرم حتى البسيط منه،والقاعدة رقم (19) (المحبة سر الحياة) وفيها همسة بأن المودة والحب هما من أجمل الأحاسيس وأهمها ولعلها لب الحياة،والقاعدة رقم (20) (أقبل على الناس بهدايا ثمينة) وفيها وصفات خفيفة لكيفية إسعاد الآخرين وبالطبع إسعاد النفس بلا تكلف،والقاعدة رقم (21) (كن دائم المرح) وفيها أن الحس الفكاهي يجعل الحياة أسهل وأقل ثقلاً خاصة من ناحية المشكلات،والقاعدة رقم (22) (افتح نوافذك للعالم) وفيها رغبة في نقل التفاؤل من النبض إلى مكان يطوف به الإنسان فهو كالعدوى،والقاعدة رقم (23) (اعمل بمحبة) وفيها تفسير لفكرة التكامل في الحياة سواء في الطبيعة أو بين البشر ليحدث الإثراء،والقاعدة رقم (24) (اهمس بالشكر كل يوم) فكلمة "شكرا" الصغيرة تفرح الأرواح والقلوب وتؤكد بأن الثناء يزين الأقوال والأفعال،والقاعدة رقم (25) (لا تيأس) وفيها محاربة للإحباط لكي لا يقتل لحظات العمر شيئا فشيئا ويكتم أنفاس العطاء فيها،والقاعدة رقم (26) (قلل من شأن مشاكلك) وفيها يخبرنا الكاتب أن لا نضخم المعضلات التي تواجهنا بإبتسامة صامدة وبإرادة حاسمة،والقاعدة رقم (27) (لا تسرع في الحكم على الآخرين) وفيها تم ذكر مواقف سطحها يقول عكس ما يقوله عمقها،والقاعدة رقم

(28) (كن شغوفاً بحياتك) وفيها أن إماتة عشق الحياة وغض الطرف عن إيجاد فيها أمران في قمة السلبية،والقاعدة رقم (29) (البس ثوب التفاؤل) وفيها إقرار بأن تدثر الأرواح بالأمل يبقيها سليمة ويزيد من مناعتها تجاه مرض اليأس،والقاعدة رقم (30) (اعرف حدودك) وفيها تأكيد بأن لكل إنسان إمكانيات وعليه معرفتها والالتزام بنصوصها ومساحاتها،والقاعدة رقم (31) (الحياة أثمن ممتلكاتك) وفيها أن الحياة نعمة قد لا يلتفت لها عدد من الناس على أنها كذلك بسبب غفلتهم وحنقهم،والقاعدة رقم (32) (عش حياة متوازنة) وفيها التسلح بمفهوم الاعتدال في تحدي المبالغة وفي تحدي التقليل،والقاعدة رقم (33) (كن مع الله) وفيها تشديد كبير على دور الإيمان الكبير في ترميم الصدوع التي في الروح وخارجها،والقاعدة رقم (34) (اجعل المصاعب جسوراً للنجاح) وفيها يحدثنا الكاتب عن تحويل نظرتنا للمصائب من كونها متاهات إلى كونها أبواب منافع تنتظر منا أن نتأمل فيها وما خلفها،والقاعدة رقم (35) (أنت السر الأكبر) وفيها لمحة عن روعة النفس البشرية،والقاعدة رقم (36) (لا تتذمر من الحياة) وفيها لافتة تقول بأن الحياة لا تحتاج إلى الشكوى وإنما الكثير من للإجتهاد ،والقاعدة رقم (37) (تحمل مسؤولية حياتك) وفيها أن كل شخص حياته تخصه بأهدافها وثمارها،والقاعدة رقم (38) (ثابر على عمل الخير) وفيها أنه من المهم الاستمرارية في المساهمة بتحسين العالم وليس اعتبارها مرحلة مؤقتة فقط،والقاعدة رقم (39) (ضع قلقك في جيب مثقوب) وفيها أن الظنون السلبية ينبغي تهميشها حتى تتساقط ولا تبقى مؤثرة،والقاعدة رقم (40) (واصل الحركة) وفيها أن التغييرات تنعش الحياة وتجعل لها رونقاً أنيقاً مختلفاً،والقاعدة رقم (41) (تجنب الجدال لتكسبه) وفيها أن المسالمة والسلمية تحققان نصراً أكثر من المنازعات الحوارية،والقاعدة رقم (42) (كن صديقاً لنفسك) وفيها أن التصالح مع النفس يسوق إليها الأمان،والقاعدة رقم (43) (جدد حياتك) وفيها أن نسائم التنوع تزيح الضجر والملل ويأتي معها السعد،والقاعدة رقم (44) (الشجاعة أم الفضائل) وفيها أن الحياة تستحق المغامرة بكل ما فيها من مثابرة،والقاعدة رقم (45) (عش في انسجام) وفيها أن التناغم يقود الروح للإقبال على الحياة أكثر ويوازن خطواتنا فيها،والقاعدة رقم (46) (تجنب الوحدة) وفيها أن الإنسان كائن اجتماعي وتحلو له الحياة لما يتفاعل مع غيره،والقاعدة رقم (47) (كن قائداً لسفينة حياتك) وفيها أن الغنسان عليه أن يكون القبطان أثناء موجات قراراته،والقاعدة رقم (48) (امنح الاعتبار لكل البشر) وفيها أن الاستهانة بالغير خاطئة وعلينا أن نحرص على احترام وتقدير الجميع،والقاعدة رقم (49) (السكينة حجر الفلاسفة) وهي أن يعم السلام في النفس لتستجم من المعاناة في الحياة،والقاعدة رقم (50) (وسع مدى النظر) وفيها أن الرؤية الشمولية تساعد على استيعاب الحياة ومعرفة القدرات،والقاعدة رقم (51) (كل شيء بأوانه) وفيها أن لكل حدث ومخطط في الحياة توقيته ولا يجب التعجيل فيه،والقاعدة رقم (52) (الفوز بلا معارك) وفيها أن حل الأزمات دون احتقان أفضل وأسلم،والقاعدة رقم (53) (الاستعداد التام للحياة) وفيها أن التطرق إلى حتمية الموت والاستماع إلى نبض الحياة،والقاعدة رقم (54) (الطريق إلى السعادة) وهي عن تنفس الحياة على أساس أنها تجربة لا تنسى،والقاعدة رقم (55) (قاتل من أجل العيش بحيوية) وهي تتمحور حول الإصغاء إلى أحلامنا حتى تتحقق،وبعد ذلك كان (الرقص مع الذئاب) وهو اسم فيلم شهير حصد الأوسكار والصيت ليعلق الكاتب على قساوة احتكاكات الكثير من البشر مع الحياة وسعيهم المتواصل لنيل النفوذ والسلطة والمال وشبيهاتها،وفي النهاية كانت هناك سلسة من الأدعية التي تغتسل معها الروح من طمعها وجشعها وأنانيها وسوء ظنها وزيفها.

فكتاب (الرقص مع الحياة) للكاتب مهدي الموسوي فيه حكايا عن تجارب وخبرات عما تجمل الحياة من خطوات.

Facebook Twitter Link .
13 يوافقون
اضف تعليق