كتاب لطيف خفيف، متماسك ومنتظم في أسلوبه. كثيراً ما وجدته يخاطب قلبي قبل عقلي. فيه الكثير من الخواطر التي تنبع من قلب المؤلف، مطعمة بقصص يرويها على لسان جده أو جدته وغيرهما مما يضفي جمالاً وأصالة على النص. وكثيرا ماوجدته يستخدم الكلمات بطريقة معبرة وجميلة ترسم صوراً أجمل.
في المقابل، تجد في الكتاب بعض من الفلسفة السطحية والتي لم تطعّم بعدد كافي من التجارب وكمّ من الواقعية التي نحتاجها لنقبل الحياة بخيرها وشرها.
وجدت بعض الفصول العادية والتي أحسست أن الكاتب لايعرف كيف يعبر عما في داخله، أو لا يعرف أصلا ما بداخله. وأحيانا يبدأ بالتشتت والفوضى ويبرر لذلك بأنه أحيانا مشتت على سليقته. وفي نظري ليس في ذلك مبرر.. فالكتاب مساحة لعرض وتوضيح الأفكار الكاملة، أما التشتت فله مساحات أخرى مثل المسودات والمدونات وبعض شبكات التواصل الإجتماعي!
وبعض الفصول فيها من السماوية ما يحسسك أنك تقرأ لمتصوف، تقطر منه الإيجابية الزائدة عن اللزوم لدرجة الغثيان. إلا أن هذا حكم عل القليل، وأما الكثير فممتع حقاً، ومطلق الكمال مستحيل!
بعض القصص من غرابتها تظن أنك تقرأ لمجتمع مثالي بدرجة مفرطة، على غير عادة البشر الذين كثيرا مايشوب علاقاتهم الإختلاف وإن قل أو ندر. أحد هذه القصص التي استغربتها هي قصة الزراعة في عمان "ماء مليء بهم" والتي رويت على طريقة تشبه المثالية الماركسية.. وشيئا قليلا قد تصبح اشتراكية. أنا لا أتهم الكاتب، وإنما أعلق على غرابة بعض حكاياته.
الكتاب جيد بشرط أن تقبل بأن بعضه لا يُفسد بقيته، وهذا يساعدك على الاستمتاع به.