#ثم_لم_يبق_أحدا

#أجاثا_كريستي

إن كنت تعتقد أنه ليس هناك جريمة كاملة فعليك أن تُعيد النظر بمُعتقداتك!!!

فهناك على جزيرة الجنود، كانت الجريمة الكاملة لا دليل ضد أحد ولا دليل لصالح أحد! الجميع فريسة سقطت بداخل الفخ، الجميع داخل دائرة الاتهام، جميعهم مُدان وجميعهم ضحايا! عشرة أشخاص لا يجمعهم شيء سوى أن أيديهم ملطخة بالدماء، قتلة مُدانين داخل محكمة الحياة وإن برأتهم محاكم البشر!!

ذهبوا بملأ إرادتهم إلى جزيرة الجنود بدوافع مختلفة، من ركض خلف المتعة، أو العمل، أو حتى المغامرة، لم يكن يدري أيًا منهم أنه ذاهب ليلقى حتفه، لتكون النتيجة واحدة الجميع قتلى!

الحبكة كانت مُتقنة بجدارة، فجعلتك أجاثا تشك بكل شخص، فلا تُخرج أحدًا من دائرة الشك إلا بموته أو بالأحرى قتله، فجعلتك تشك بكل من خطى إلى جزيرة الجنود، وأقنعتك بهذا أيما اقناع، وضعتك وجه لوجه مع شكوكك وهواجسك بأن الجميع مُتهم فلم يُعد بمقدورك سوى أن تستبعد سوى الموتى فقط، ورغم أن هذا ما جعلتك تصل إليه بملأ ارادتك، إلا أنه كان خطأك الفادح! فمع أجاثا حتى الموتى لا تستبعدهم من دائرة الشك!!! فمعها ومعها فقط أكاد أقسم لك أنك قد تتوقع كل شخص داخل الرواية إلا هو، فقد تشك بذاتك وتضعها داخل دائرة الاتهام لكنك لن تشك به.

الحبكة جديدة ومختلفة، فقد أكون تخطيت حاجز قراءة العشرين عملا لها، لكن هذا العمل يختلف كليا وبشكل مُبهر عن كل ما قرأت سابقا، فمنذ الجريمة الأولى وقد تحفزت كل حواسي بحثا عن القاتل، لتنتقل بي من مشتبه لآخر، وكلما قُتل أحدهم خرج من الدائرة لتزداد قناعاتي ضد آخر، حتى قتلوا جميعا، فكاد عقلي يشك بالأشباح، ثم توقف عقلي تماما وهو يحاول فك لغز القتلى العشرة، فلم يكن أمامي إلا الإقرار بأن القاتل دخل وخرج دون أن يعي به أحدا، وعندما أعلنت استسلامي تماما فاجأتني أجاثا بحل اللغز كاملا، ليقف عقلي من فرط الدهشة.

بدأت الأنشودة بعشرة جنود صغار ، وانتهت بلم يبقا منهم أحدا..

بدأوا يسقطوا واحدا تلو الآخر، فلا تعرف هل هم الضحايا، أم أنهم استحقوا بألا يبقى منهم أحدا! فداخل جزيرة الجنود لن تعرف من الجاني ومن الضحية، فبالحقيقة لم يبقى من كلاهما أحدا.

التقييم عشرة نجوم من خمس نجوم

فقد تفوقت أجاثا على كل من سبقها وكل من تلاها بتلك الأنشودة العبقرية، فلم يبقى بعدها أحدا.

#شمس_الحياة