أسوأ ما في الأمر أنهم كانوا منسيين وأن يعرفوا أنهم كذلك، لقد نسيهم الذين كانوا يعرفونهم لأنهم يفكرون بأشياء أخرى، وهذا مفهم تمامًا، أما أولئك الذين يحبونهم فقد نسوهم هم أيضًا لأنه كان يترتب عليهم أن يستفرغوا جهدهم في المساعي والمشاريع من أجل إخراجهم، ولفرط تفكيرهم بهذا الخروج باتوا لا يفكرون بالذين كان ينبغي لهم أن يخرجوهم، وهذا أمر طبيعي كذلك، ويدرك الجميع آخر الأمر أن كل واحد لم يكن يطيق أن يفكر بأحد، حتى ولو كان في أسوأ المصائب، لأن التفكير الحقيقي بأحد معناه التفكير به دقيقة دقيقة دون التلهي بشئ، لا بمشاغل البيت ولا بالذبابة التي تطير ولا بأوقات الطعام، من أجل هذا تبدو الحياة صعبة على العيش، وإن هؤلاء ليعرفون ذلك معرفة جيدة..