التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور > مراجعات كتاب التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور > مراجعة زينب مرهون

التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور - مصطفى حجازي
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

من الحقائق الصعبة والموجعة أن نقول للمجتمع العربي "متخلف " حقيقة تبقى مرفوضة ولا أحد يملك الجرأة ويصرخ بصوت عالي ليقول نحن بالفعل متخلفون..

في هذا الكتاب يأخذنا حجازي نحو العمق ببحثه عن أصول و جذور التخلف الاجتماعي الذي نعيشه بكل واقعية دارساً فيه الملامح النفسية للإنسان المتخلف من الناحية البنية الاجتماعية والاقتصادية و التي تعد من الأسباب الرئيسية في اعاقة عدم تنمية المجتمع العربي وتطويره. فكما يقال: إذا أردنا القضاء على التخلف أولاً يلزم بتغيير العوامل الاقتصادية والاجتماعية ثم الانتقال في تغيير الإنسان والعوائق التي كان يعانيها فلا يمكن كسر التخلف إلا بكسر التغيير..

في الفصل الثاني من القسم الأول في الكتاب تناول حجازي عن أهم مراحل يمر فيها المجتمع المتخلف أهمها:-

*مرحلة القهر والرضوخ: والذي أسهب فيه حجازي عن زمن الرضوخ والاستكانة من تاريخ المجتمع العربي مما أدى إلى الانحطاط الذي جعل كل من قوى التسلط الداخلي والخارجي في أوج سطوته و الرضوح في أشد حالاته. ومايبرز في هذه المرحلة عملية التبخيس التي يكون سببها المتسلط في نفسية الإنسان المقهور مما ينتج الكره والعدوانية اتجاه نفسه ومن هو أضعف منه..

ومن أبرز الملامح التي يعانيها المجتمع الاعجاب بالمتسلط وتضخيم تقديره وكأن هذا المتسلط إلهاً يتفاخر به الإنسان في كل مكان مما يؤدي لدى المجتمع حالة رضوخ وعبودية وهذا إن دل دلّ على مدى عقدة النقص وفقدان الثقة بالنفس..

إنّ ما يعانيه الانسان المقهور من اضطراب في الديمويمة لم يكن سببه إلا من خلال حجم المعاناة التي يعانيها الإنسان وعمق القهر والتسلط الذي فرض عليه وأدى له التأزيم في معاناته للحاضر وانسداد كل بوادر أفق المستقبل نتيجة القوى المتسلطة التي تتحكم في مصيره..

أما من المرحلة الثانية وهي الاضطهاد: فهي لا تقل إيلاماً عن المرحلة الأولى إذ يبدأ الإنسان بتحويل حالة العدوانية التي كانت موجهة ضد نفسه إلى الآخرين بسبب عدم تمكنه من كبتها..

إنَ مرحلة التمرد ومواجهة الإنسان المستعمر والمستبد هو أمر متوقع ولا بدّ منه فحينما يزرع المستعمر والمستبد الجبن والخوف وطحن الإنسان من جميع النواحي يؤكد إن للإنسان صبره محدود فأبرز مثال على ما يحدث ثورات الربيع العربي والتي لم يكن هذا الخروج إلا بسبب القهر ومحاولة في التغيير..

ينقل حجازي بعد هذه المراحل شرح العقلية المتخلفة من خلال الخصائص الذهنية لدى المتخلف بداية من الحالة الذهنية المنهجية والتي يشير فيها عن اضطراب عن منهجية التفكير وقصور الفكر الجدلي..

إنّ سياسة التعليم وعلاقة التسلط هو لب تخلف عقلية العالم العربي حيث يبدو التعليم في الوطن العربي على أساس مبدأ التلقين وشدة غرس التفكير الخرافي من الطفولة مما يودي لهذا الإنسان بعدم رصانة واقعه العقلي..

أما في علاقة التسلط والقهر وتخلف الذهنية يشير لمدى معاناة الإنسان المقهور من طفولته والذي يعود سببه الرئيسي الابوان مما يسببان له شلل في الفكر النقدي وتقلص في حركته ومرونته..

في القسم الثاني من الكتاب يسلّط حجازي عن الأساليب الدفاعية التي يلجأ فيها الإنسان المقهور إلى مجابهة القهر الواقع من خلال الحيل النفسية والحلول المؤقتة من ناحية الهروب من الواقع و العيش في الوهم والخرافة..

أما في الجزء ماقبل الأخير فتحدث عن مشكلة الآفة البشرية وهي العنف.يلجأ الإنسان المقهور للعنف حينما يحس بالعجز عن ايصال صوته بوسائل الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه في اقناعهم باعتراف كيانه وقيمته وأفصح مثال على ذلك خروج المقهورين إلى مسيرات واعلاء أصواتهم أمام الأنظمة التي لا حلّ لديها إلا بقمع المقهورين مما يؤدي في اشتباك الطرفين..

أما من الجزء الأخير من وضعية المرأة فيشير حجازي أن المرأة هي الكائن الأفصح عن القهر في المجتمعات المتخلفة شارحاً من ناحية الرجل الذي يتهرب من جميع مآزقه بتحميل المرأة كل مظاهر النقص والمهانة التي يشكو منها ومن ناحية أخرى يشرح وضعية المرأة اتجاه نفسها من خلال بخس قيمتها مما يدفعها لِـ أن تكون انسانة وهمية تعيش على الخرافة والضحية هم الأبناء في تخلف الأبوين..

على الرغم من أنّ الكتاب جاء بلغة ومصطلحات علمية صعبة إلا أنه لم يمنعني بقراءته..

الكتاب فعلياً رائع وجدير بأن يُقرأ..

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق