فهرس > مراجعات رواية فهرس > مراجعة زينب مرهون

فهرس - سنان أنطون
أبلغوني عند توفره

فهرس

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

” منذ سنين والخراب والموت يتناوبان على صفع وجوهنا ووجوه مدننا كل صباح. يشطبان الأسماء كلّها، أسماء الأمكنة والأحبّة، واحداً بعد الآخر. تارة يشطبان بالأحمر القاني الذي يبقى الجراح مفتوحة وتارة أخرى بالأسود الذي يعمي شمس « العراق » ويطيل ليله الطويل. نعم يا أبا الطيب: رأيتَ العراق طويل الليل وهاهو يطول أكثر من ذي قبل. ليل يخيّم الآن بحزن على شارعك الذي طعنوه بالنار وطعنوا صديقي الذي يسكن قلبه. “

الحرب آلة متوحشة والناس هم صناعها وضحاياها في آن واحد، لكن ماذا عن ضحية الضحية؟.. تبدأ الحكاية بدايةً مع " نمير البغدادي " بقدومه إلى العراق إبان الحرب، مترجماً مع فريق سينمائي يتعرف على ودود في شارع المتنبي. ودود المشغول بفهرسة الدقيقة الأولى من الحرب إذ أنّه يفهرس لدقيقة فارقة في الوجود الإنساني لزمن شديد التكثيف والألم.

تلاعب الكاتب بالزمن وانتقل بين أحداث روايته بشخصيتين مهمتين " نمير البغدادي " والذي قد يكون نفسه سنان أنطون أكاديمي عراقي هاجر من العراق عام 1933

والمسكون بألم الغربة.

وبين " ودود عبدالكريم " ذلك العراقي المسكون بالهلع والخوف فبعد الحرب عام 1991 عاد إلى المنزل فوجده كومة من الدمار لم يتحمل الصدمة فنُقل إلى مستشفى الأمراض العقلية وبعد خروجه قرر أن يسكن في غرفة في شارع المتنبي بين أحضان الكتب والدفاتر.

يبدأ ودود بكتابة مشروع بكتاب غير تقليدي، تاريخ وليس كأي تاريخ عادي. بل تاريخ ألم الحروب وفضاعة الإجرام فكما يقول: " هذا ارشيف العمر..ارشيف لخسائر الحرب والدمار، بس مو جنود وعتاد. الخسائر اللي ماتنذكر وماتنشاف. مو بس بشر. حيوان ونبات وجماد وكل شيء يتدمر. دقيقة بدقيقة. " إنه الفهرس .. فهرس البلد المحطم ". لا أحد في بغداد يعيش حياة طبيعيّة. أيامهم مليئة بالعنف والدمار!.. جملة تخترق القلب من فرط الألم فبغداد عانت ولا تزال تعاني من ويلات الحروب والإنقسام والفتنة الطائفية ومن داعش ففي كل يوم مجزرة تتلوها مجزرة

قراءة هذا الكتاب يحتاج لقلب حديدي يتحمل قراءة كل هذه الفضاعات المؤلمة.

سنان أنطون سبق وتردد لي اسمه ولم يحالفني الحظ لإقتناء كتبه السابقة رغم المدح والإعجاب برواياته من قبل القراء وقراءتي لبعض من اقتباساته إلا أنني لم أقرأ له أي كتاب. في المعرض الفائت لفت لي اسمه وعنوان كتابه و شدّني جداً لإقتناء روايته وتركتها لفترة مترددة بين قراءتها وعدم قراءتها وكأن الكتاب ينطق ويقول لا تقرأين هذا الكتاب إلا بصبر وقلب جامد وعقل يتحمل لما يحتوي من ألآم وعذابات!..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق