مقبرة براغ > مراجعات رواية مقبرة براغ > مراجعة Haj Hussain

مقبرة براغ - أمبرتو إيكو, أحمد الصمعي
أبلغوني عند توفره

مقبرة براغ

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مقبرة براغ - أومبرتو ايكو

وقفة

في كل نص أدبي نجد أمرًا يتكرر بين الفينة والأخرى خلال القراءة، قد يكون الكاتب قد قصد ذلك وقد تكون اللغة قد قادته - قسريًا - للسير على نسق معين، ففي حديث لي مع صديقٍ لي قد كتب قصيدة على مدار سنة كاملة، ناقشنا القصيدة من عدة نواح، إحداها أنه كان يتأرجح في القصيدة في ثنائية للاجتماع والافتراق بين الفينة والأخرى، فجعلني ذلك أتنبأ بمستقبل النص وكان تنبؤي صحيح بالمجمل، وقد صرح لي أنه كتب القصيدة في فترات متباعدة دون أن يقصد ولم يلاحظ تكرر فكرة الاجتماع والافتراق في مقدمة القصيدة "النسيب"، واستمرار الفكرة في متن القصيدة. هذه الحالة النسقية كانت موجودة في مقبرة براغ، وهو "الطعام" بل والتفنن في وصف الوجبات والمعرفة الكبيرة في المطاعم في كل منطقة يذهب اليها البطل، والإصرار على الاستغراق في تفاصيل الأكلات وطريقة تحضيرها، مما جعلني أتنبأ منذ البداية بطبيعة بطل الرواية سيمونيني أو القس دلا بيكولا "أحدهما أو كلاهما !"، ولأن كل قراءة هي عملية تأويل بلا شك، فيمكنني أن أترجم حالة الولع في الطعام هذه إلى وصف للبطل بالمفرط في الشهوات - وإن كان مبتعدًا عن النساء كما يبدو - وهو ما يعرف في علم النفس الثلاثي بالشره.

وقفة أخرى تحتوي على SPOILERS كما يقولون

حالة الفصام أو تداخل الشخصيتين التي يعاني منها بطل الرواية تذكرني بمثال تطرق له أفلاطون في في أحد المحاورات على لسان سقراط، وهو مثال الولد الأوليغاركي النزق الذي يريد الاستحواذ على كل شيء، وتدمير كل شيء أحيانًا ! ذلك الشاب الغارق في الشهوات والأنانية. فبين دلا بيكولا القس وسيمونيني الجشع الأكول، يظهر البطل كمًّا هائلا من الانانية واللامبالاة بالآخر، كما يبدي استعدادًا لعمل أي شيء بمعنى "أي شيء" لإشباع رغباته في الانتقام من اليهود واليسوعيين وغيرهم، فهو بالفعل كما وصفه الدكتور الصمعي في مقدمة الرواية بـ "السلبية المطلقة لبطل الرواية.. فَلَو بحثت عن خصلة من الخصال أو عن ميزة من الميزات لما وجدت شيئًا، ما عدا مهارته في الفائقة في تزوير الوثائق واستعداده لاقتراف الجرم اذا كان فيه ربح، وفقدانه لكل عاطفة حب أو صداقة أو أخوة. فهو يكره كل الشعوب وكل الملل.." راجع تقديم الرواية طبعة دار الكتاب الجديد.

وقفة لغوية

لا أعلم الكثير عن نظريات أومبرتو ايكو في اللغة والسيمياء، إلا أن تكرار جملة "كيف يمكنني أن أقول" أو ما شابهها كجملة اعتراضية في وسط شرح لمواضيع مختلفة، يؤكد أنه يرى بعجز اللغة، أو كما يقول أفلاطون أن اللغة مانع من موانع الوصول إلى الحقيقة، فالحقيقة لا يمكن أن تؤخذ من اللغة !

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق