حق التضحية باللآخر؛ أمريكا والإبادات الجماعية > مراجعات كتاب حق التضحية باللآخر؛ أمريكا والإبادات الجماعية > مراجعة Mostafa Farahat

حق التضحية باللآخر؛ أمريكا والإبادات الجماعية - منير العكش
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بهذا المنطق يؤكد لنا التاريخ المنتصر أن حرب الإبادة الجماعية التي أفرغت العالم الجديد من ساكنيه ، وقضت على أكثر من أربعمائة شعب وأمة وقبيلة ، كانت تنتشر في الشمال الأميركي فوق مساحة كبيرة من أوروبا بنصف مليون ميل ، وكل ما واكب هذه الإبادة من فظائع كانت مجرد مأساة غير مقصودة ، حدثت برغم الرغبة الجادة والأكيدة لدى الأوروبيين في الحفاظ على حياة الهنود ، وأن السبب الأول لموت الهنود هو الأوبئة التي لم يكن لديهم مناعة ضدها ، فالطبيعة وليس الأذى المتعمد هي السبب في هذا الدمار

..

صار من حق كل مستوطن أن يطرد الهندي من بيته وأرضه وأن يقتله إذا لم ستجب لصوت العقل ، وكانت رحلة الدموع أولى ثمار هذا القانون ، يومها حاصرت قوات من الجيش النظامي من لم يمت بعد من هنود خمسة شعوب هم الشيروكي والشوكتو والشيكاسو والكريك والسيمنيول

..

القدر المتجلي الذي يقول بحتمية وقدرية التوسع الأمريكي والزحف مع دوران الشمس حيثما تدور من الشرق إلى الغرب ، وهي العقيدة التي استعارها هتلر بعد حوالي نصف قرن بكثير من التواضع والحذر وسماها سياسة المجال الحيوي

..

مع تأسيس الجيش الاميركي أصبح السلخ والتمثيل بالجثث تقليداً مؤسساتيًا رسميًا ، فعند استعراض الجنود أمام وليم هاريسون ، تم التمثيل ببعض الضحايا وهنا تزاحم صيادو التذكارات على انتهاب ما يستطيعون

..

رغم أن الكتاب مليئ بالفظائع التي لا يتصور الحالمون أبدًا أنها صدرت من تلك الأمة المنظمة ، التي تتصدر الآن طاولات المفاوضة من أجل حل المننازعات الدولية ونشر السلام الدافئ ليعم ربوع الدنيا ، لم أندهش كثيراً رغم أني لم أتعمق كثيراً في أزمة الهنود الحمر ، لأن واقعنا الآن وما يحمل من كوارث ومآسي أعطانا مناعة قوية كي يحول بيننا وبين أي حادثة قد سمين في تاريخ الأمم المغلوبة بمسمى الكارثة أو المصطلح الأيدلوجي الأقرب " السقوط " .

الاستيلاء الذي قامت به كل من أمريكا وانجلترا على أرض الهنود الحمر ، شاهدته في نسخته العربية على أرض فلسطين ، حروب الإبادات والمذابح شاهدتها كثيرًا جدًا ، حتى صارت متلازمة عندي في بورما وفلسطين وأفريقيا الوسطى وأخيراً سوريا .

دائمًا قوى الشر تجنح إلى عنصر الإبادة وهي في ذلك لا تريد أن تبيد أفراداً بقدر ما تريد أن تبيد أفكارًا وتبيد ذاكرة تستوعب تلك الأفكار ، مثلاً السلام القرطاجني " لم يقم عندما أبادت روما قرطاجنة بل عندما صار القرطاجينيون يقولون عن قرطاجنة ما يقوله الرومان ، وعلى حد تعبير " ميكائيل غلفن " : عمل أخلاقي أو غير أخلاقي فهذا لا يعنيني ، لأن الانتصار الروماني على قرطاجنة انتصاري أنا ، فنحن في النهاية رومان بالوراثة .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق