انقطاعات الموت > مراجعات رواية انقطاعات الموت > مراجعة Mostafa Farahat

انقطاعات الموت - جوزيه ساراماجو, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

انقطاعات الموت

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

" فى اليوم التالى لم يمت أحد "

" وفى اليوم التالى لم أحد "

لم يفصل بين الجملتين إلا واو العطف نظراً لأن الواو فى الجملة الثانية كانت معطوفة على كل أحداث الرواية التى وضعنا الكاتب فيها ، بعد الجملة الثانية ، ببساطة البداية كانت النهاية ، بين هاتين الجملتين وضعنا الكاتب فى غمار رحلته التى حدثنا فيها عن فلسفة الموت عنده ، الرحلة مع ساراماجو لم تكن سهلةً كما كان يخيل لى ، تفاصيله التى لا يمل من ذكرها ، والتى لا تمل أنت من ذكرها أيضاً ، ربما ملل التفاصيل فى حد ذاته كان هو متعة الرواية .

فضلاً عن عباراته التى كان يجلبها من أعمق أعماق داخله والتى لا تملك حيالها إلا أن تعيدها مرات ومرات كى تتوصل إلى أقرب معنى يريد أن يوصله ، وهنا أتذكر عبارته التى كان يقول فيها " كانت الإجابات تأتى دائماً بالكلمات المقتضبة نفسها " ، ساراماجو هنا أجاب على السؤال الذى من الممكن أن يوجهه إليه القارئ " لم كل تلك التفاصيل ؟ ، لم كل تلك العبارات التى تجلبها من أعمق أعماقك " ، فتكون الكلمات هى أصدق إجابة على السؤال ، فى الكلمات كان السؤال ، وفى الكلمات ذاتها كانت الإجابة .

ومن خلال فلسفته الجدية عن الموت – أى التعريف والفلسفة عن الموت التى جاء بها الكاتب فى الرواية – تجده من خلال ذلك أيضاً يتحدث عن السياسة التى يتبعها الاعلام فى وقت الأزمات ، فى محاولة كسب عطف السلطات ومعهم الساسة أيضاً ، يحاول كلا الطرفين ، كل من ناحية حسب ما هو متاح له ، أن يلبس الحقائق ببعضها ، وأن يطمسها ، ويجعلها حقائق مشوهة غير واضحة فنجده هان يقول " ولكن الاندفاع المعروف بطلب الهدوء من الناس بصصد كل شئ أولا شئ ، وإبقاءهم هادئين فى الحظيرة كيفما كان ، هذا الانتحاء لدى السياسيين وخاصة إذا كانواْ فى الحكومة ، تحول إلى طبيعة ثابتة فيهم " .

الكاتب هنا بهذه الرواية غير وجهة نظرى عن البنية التى تكون عليها الرواية ، وبعدها سألت نفسه " هل من الواجب أن تسير عناصر الرواية ، بالترتيب المعهود دون تغيير ، بمعنى هل يجب أن تكون البداية فى البداية ، يعقبها صراع ، ثم ذروة ، ثم نهاية " ، لكن بعد أن قرات هذه الرواية ، وجدت أن الكاتب رمى بقارئه مرة واحدة فى ذروة صراع الرواية ، أغرقه وأرهقه بتفاصيله ، لا أدرى أهذا تعجيز منه أم براعة ، وغن كنت أرجح الثانية ، براعته كانت فى أن جعل النهاية بداية ، والبداية نهاية ، فهو بدأ بنهايتها ، وانتهى ببدايتها ، والسبب الأقرب بالنسبة لى لم يكن تشابه العبارات فقط ، كما قلت فى البداية ، بل هناك شئ غامض جداً ، لم أكتشفه إلا وأنا أقرأ السطور الأخيرة من الرواية " عادت موت إلى الفراش ، احتضت الرجل ، ودون أن تدرك ما الذى كان يحدث ، هى التى لم تنم قط ، أحست أن النعاس ينزل جفنيها ببطء ، وفى اليوم التالى لم يمت أحد " ، حينها أكدت أننا لسنا أمام اكتب عادى ، بل إننا أمام عقلية جبارة وقلم فذ ، وسألت كيف استطاع أن يدمج البداية بالنهاية بهذا الشكل ، ربما يكون السبب كما قلت بانه رمى قارئه منذو البداية فى ذروة وغمار الأحداث ، أم تفاصيله المملة الممتعة ، أم بصراعه وخلجاته التى سرعان ما تسربت من حبر قلمة إلى قلوب القراء ، فانتقلت إليهم عدوى الصراع .

لكن هناك أسئلة لا زالت تدور فى رأسى ، ما السبب فى أن يصور الموت بالمرأة ، ربما لأن طابع المرأة فى عطفها غالب ، فتقع فريسة للحب وتتقهقهر أمام الحب ، أيضاً ما السر فى أن يكون انقطاعات الموت هما ( الحب – الموسيقى ) ، أسئلة لم أصل فيها إلى إجابات أرضى بها فضولى ! ..

من أكثر الجمل التى استهوتنى فى الرواية :

" فالموت أمر عادى وا يثير الذعر ، إلا عندما يتكاثر ، كما فى حرب أو وباء على سبيل المثال "

" لو لم تكن العدالة فى هذا العالم مجرد كلمة فارغة ، لتوجب أن تكون الملكة اأم هى أول من تغادر قلبى "

" نحن الذين نرى انطفاء نجم النهار ، ونظل أحياء دون أن يدرى أحد كيف ولماذا ؟ "

" هكذا هى الحياة تعطى شيئاً فشيئاً بيد ن إلى أن يأتى اليوم الذى تنزع فيه كل شئ باليد الأخرى "

" المرضى يفقدون الحياة فى اللحظة التى ينتقلون فيها إلى الجانب الآخر "

" أيكون الموت نفسه هو الذى يقتل ‘نساناً يعرف أنه سيموت "

" إنه هناك غد على الدوام لحل المشاكل التى تبدو اليوم بلا حل "

" كل ما يمكن أن يحدث سيحدث ، ولكنها مسألة وقت وحسب "

" إن الطبيعة لا تخلق شيئاً ، ولا تفقد شيئاً ، ولكن كل شئ فيها يتحول "

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق