حين تركنا الجسر – عبد الرحمن منيف
البناء الرمزي ودلالته في الرواية :
رواية حين تركنا الجسر ، رواية نفسية تعالج قضايا يعاني منها جيل كامل ، حيث يمكن أن نعدها رواية مونولوج طويل - قد نعتبره ممل في بعض اللحظات - يُسقط فيها بطل الرواية يأسه وإحباطه على كلبه "وردان" ، والذي يكون تمرده في نهاية الرواية ( وردان) سلبيا لا عدوانيا .
تتقاطع هذه الرواية مع رواية (وليم فوكنر ) الصخب والعنف ، حيث ظهرت الشخصيات على مستويات النفس الثلاث : الأنا ، الأنا العليا ، الأنا المشتهية ، ولكل منها - أي مستويات النفس - مماثل موضوعي مع شخصيات الرواية .
الرواية بشكل عام :
لقد ظهرت خصية ( زكي النداوي ) بصورة المتسلط والمتجبر على كلبه ، ولكنه في الحقيقة كان يعاني من أزمة الماضي ، والتي كان يحاول التخلص منها بالاستعانة "شماعة" يعلق عليها انتكاساته وهزائمه ، وقد كان الصيد الذي يمارسه ( زكي النداوي ) هو نوع من أنواع تحقيق الذات ولسحق هزائمه المتتالية عليه ، والتي بدأت من هزيمته مع رفاق دربه على الجسر ، الذين تخلوا عنه ولم يعبروا الجسر لاستعادة الأرض المغتصبة ، ولم ينسفوه لمنع العدو من استخدامه ( الخيبة الجماعية ) ، ووصولا لهزيمته أمام ملكة البط الأسطورية ، والتي اكتشف في نهاية الأمر أنها لم تكن سوى بومة مقيتة .
السرد
لقد كان بطل الرواية يربط السرد بمستويين ، الأول : مستوى الفعل ( الحاضر ) ، والثاني مستوى التذكر ( الماضي ) ؛ ليتخلص من شوائب الانتكاسات ، وفي نهاية الرواية يتحول انتظار زكي النداوي إلى انتظار جماعي ، بنهاية مفتوحة تفتح مجال التأويل على أكثر من صعيد .
قراءة ممتعة
عمر عبده - عمان الأردن