لست ذا شأن ... (شذرات) > مراجعات كتاب لست ذا شأن ... (شذرات) > مراجعة Sarah Shahid

لست ذا شأن ... (شذرات) - فرناندو بيسوا, إسكندر حبش
أبلغوني عند توفره

لست ذا شأن ... (شذرات)

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

فرناندو بيسوا .. هذا الكاتب الإيتيرونيمي - أي الذي لا يملك نفس الاسم- بمعنى أنه كان يعيش دائماً في ترحل داخلي بين العديد من البدلاء الذين قام بتخيلهم بشكل كامل، وعلى الرغم من أنهم كانوا كائنات خيالية إلا أنهم كانوا في الوقت ذاته كائنات بكل معنى الكلمة.

إن هذه الاستراتيجية الوجودية التي اتبعها بيسوا سمحت له بإيقاظ وعيه الكامن وفتح المجال له ليتكاثر في الفضاء التخيلي، فقد كانت بمثابة خروج من الأطر التقليدية للحياة الواقعية.

لماذا كان يقول بيسوا دائماً بأنه ليس ذا شأن؟

ربما لأنه لم ينشر في حياته سوى جزء بسيط جداً من مجموعة أعماله التي عثر عليها بعد وفاته ونشرت آنذاك، وهذه الشذرات هي جزء من مخطوطاته التي تم جمعها لفهم بعضاً من فلسفة هذا الشاعر.

أما لماذا لم ينشر شيئاً؟

فإنه يجيب عن ذلك السؤال بإحدى شذراته: حتى واقعة أني سأنشر كتاباً ستبدل حياتي، لن أعود أبداً كاتباً لم ينشر له - سأفقد شيئاً إذاً.

هذا الكتاب هو أول عمل أقوم بقراءته لبيسوا، ومن المؤكد بأنه ليس الأخير، لأنني أثناء قراءتي كنت أشعر دائماً بأن بيسوا كان قابعاً في رأسي عندما كان يكتب.

وهذه بعض من شذراته التي راقت لي:

أجل، أحلم بأن أكون، على سبيل المثال، في الوقت عينه وبشكل مستقل، وبدون ارتباك، بأن أكون رجلاً وامرأة في نزهة، يتنزهان على ضفة النهر.

أمرّ وأبقى هنا، تماماً مثل الكون.

متى سينتهي هذا الليل الداخلي، متى سينتهي هذا الكون، وأنا وروحي. متى سأرى نهاري، متى سأنتبه أنني استيقظت.

أجدني في حالة من القلق والكرب الثقافي

لا يمكن لكم أن تتخيلوها.

أمضيت الشهور الأخيرة، وأنا أمضي الشهور الأخيرة. لا يوجد هنا إلا حائط الضجر الذي تعلوه كسور الغضب الكبيرة.

أنا في واحد من هذه الأيام التي لم أعرف فيها أي مستقبل. لا شيء سوى حاضر ثابت محاط بجدار من القلق.

على الرغم من أني كنت قارئاً نهماً ومتقداً، إلا أنني لا أذكر أياً من الكتب التي قرأتها، قياساً إلى أن قراءتي كانت انعكاساً لفكري، لأحلامي، أو بالأحرى تحريضاً على الحلم.

العيش مع الآخرين، بالنسبة إلي، هو العذاب. وكل الآخرين موجودين داخلي. حتى لو كنت بعيداً عنهم، أنا مضطر للعيش معهم. وحدي، تطوقني الحشود. لا أعرف أين أهرب، على الأقل لأهرب من نفسي أنا

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق