التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور > مراجعات كتاب التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور > مراجعة Sarah Shahid

التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور - مصطفى حجازي
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هذا الكتاب يبحث التخلف الناتج عن بروز ظاهرة الدول المستقلة حديثاً والتي يطلق عليها اسم العالم الثالث.

من المعروف أنه هناك العديد من الأبحاث والدراسات السابقة عن التخلف لكن تلك الدراسات اتخذت وجهات اقتصادية وصناعية وأحياناً اجتماعية دون التطرق لدراسة وضع الإنسان المتخلف.

فهذا الكتاب إذاً نوع من المدخل إلى علم نفس التخلف وهو محاولة تقوم على الملاحظة والتحليل النفسي والاجتماعي للظواهر التي يعيشها الإنسان المقهور، محاولة ليس الغاية منها الوصول إلى نتائج نهائية وإنما أن تسهم بالنتائج التي تكمل الدراسات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الظاهرة.

حيث أن إنسان هذه المجتمعات لم ينظر إليه باعتباره عنصراً أساسياً في أي دراسة كانت، لذا فقد عمد الكاتب لوضع الأمور في إطارها الصحيح وذلك بدراسة هذه الفئة وتحليل خصائصها ومعرفة بنيتها وديناميتها.

هذا الكتاب دراسة لنفسية الإنسان المتخلف حيث أن سيكولوجية التخلف من الناحية الإنسانية هي ذاتها سيكولوجية الإنسان المقهور الرازخ تحت وضعية القهر التي يفرضها عليه الممسكون بزمام السلطة.

كما أن الكاتب عمل على تجاوز السطحية التي طغت على دراسات علماء التنمية لواقع التخلف وحاول أن يثبت أن الإنسان المتخلف يقف عائقاً في وجه تغيير البنية الاجتماعية المتخلفة نظراً لارتباطهما ببنيته النفسية.

استهل الكاتب القسم الأول من الكتاب "الملامح النفسية للوجود المتخلف" بتحديد وتعريف للتخلف وطرح لنظريات التخلف المتمثلة بالطريقة السطحية في دراسة التخلف وطريقة اجتماعية وأخرى اقتصادية تعزي سبب التخلف للتخلف الصناعي والتقني وتخلف اقتصادي بنيوي ومن ثم يعرض المنظور النفسي للتخلف والخصائص النفسية له وأهم هذه الخصائص هي القهر حيث يمر الإنسان بثلاث مراحل:

1- مرحلة القهر والرضوخ الناتجة عن عقدتي النقص والعار واضطراب الديمومة

2- مرحلة الاضطهاد

3- مرحلة التمرد والمجابهة

وبعد دراسة هذه الخصائص لا بد من دراسة العقلية المتخلفية وخصائصها الذهنية المنهجية التي تعاني من اضطراب منهجية التفكير وقصور التفكير الجدلي وقد عزا الكاتب تخلف العقلية لعاملين: سياسة التعليم وتخلف الذهنية، وعلاقات التسلط والقهر وتخلف الذهنية.

وينهي الكاتب هذه القسم بدراسة الحياة اللاواعية للإنسان المقهور وديناميته اللاواعية أي العوامل الخفية والمحركة للتخلف:

1- علاقة التسلط والقهر (السادومازوشية) وينجم عنها قلق الخصاء النفسي

2- اعتباط الطبيعة (صورة الأم السيئة) وينجم عنها قلق الهجر النفسي

وتحت هذه الأرزاء التي تلم بالإنسان المقهور لا بد من أساليب دفاعية يستخدمها في محاولة فاشلة منه للتخلص من وضعية الغبن

وهذا ما عرضه الكاتب في القسم الثاني حيث تحدث عن أهم أربع أساليب دفاعية وهي:

1- الانكفاء على الذات

وذلك إما بالتمسك بالماضي والرجوع إلى الماضي المجيد

أو الذوبان في الجماعة والعودة للأسرة العشائرية حيث يجد فيها ملاذاً يريحه من بعض مسؤولياته

أو حتى بالاتكال على غيره

2- التماهي بالمتسلط

يكون التماهي بالمتسلط بالتماهي بأحامه، عدوانه، قيمه وأسلوب حياته

3- السيطرة الخرافية على المصير

وهناك نوعان لهذه السيطرة

إما السيطرة على الحاضر ومثال ذلك الأولياء ومقاماتهم وكراماتهم، الجن والعفاريت والشيطان، العلاقات العدائية والحسد والسحر

حيث يعزي الإنسان المقهور ما يتعرض له في حياته لأحد تلك الأسباب

أو النوع الثاني من السيطرة وهي السيطرة على المستقبل مثل التطير وتأويل الأحلام وقراءة الطالع والعرافة

حيث يتعلق مصيره بأحد تلك المظاهر

أو أن يعزي وضعه وتخلفه وأي شيء كان للقدر ويسلم له

4- العنف

من مظاهر العنف:

- العنف المقنع

المتمثل بالعدوانية سواء المرتدة على الذات أو الموجهة للخارج

- العنف الرمزي

مثل السلوك الجانح

- التوتر الوجودي والعلاقات الاضطهادية

ومن النظريات النفسانية التي فسرت العدوانية والعنف:

1- وجهة نظر علم نفس الحيوان

2- وجهة نظر التحليل النفسي

3- وجهة نظر ظواهرية

وأخيراً لا بد من التحدث عن وضعية المرأة في المجتمع المتخلف ذات النصيب الأكبر من القهر والتهميش

وقد رسم الكاتب ملامح لوضعية القهر التي تعيشها المرأة في الوسط الكادح وما تحت الكادح، في الطبقة المتوسطة وفي الفئة ذات الامتياز

ومن أوجه القهر التي تعاني منه المرأة الاستلاب والاختزال

ويكون الاستلاب إما إقتصادي أو جنسي أو عقائدي وهو الأكثر خطورة

ومن الوسائل الدفاعية التي تستخدمها المرأة ضد وضعية القهر: التضخم النرجسي والسيطرة غير المباشرة على الرجل

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق