لربما تساءلتََ مراراً كيف يُعذَّب الانسان بلا مبرر منطقي، كيف يُقتل الأطفالُ بلا ذنب،كيف يهمَّش الإنسان حتَّى يصبح بلا وجود؛ إن فعلتَ أو لم تفعل ،ستجيبُكَ هذه الرواية..
حينما يسيطر على المجتمع النظرة الشموليَّة ،فلا قيمةَ لك.
حينما تُعطى الأولويةُ للنظام،فتخدمَه بدل أن يخدمك،فلا قيمةَ لك.
حينما تتعلق قيمتُكَ بقيمةِ(فئة) و تُمحى فيمتُك كفرد ،فلا قيمةَ لك.
حينها ستغدو رقماً ،إشعاراً،ورقة ،ترساً في آلة عملاقة بوسعهم سحقك ان أعقت النظام ،فترسٌ يُستبدل خيرٌ من آلةٍ تُعطل! موتُكَ وحياتك لا فرق،وجعك وألمك لا يُهم ،فلا قيمةَ لك ،حينها ستحتضر الإنسانية ولن يلاحظ أحدٌ ذلك سيظن المجتمع أنه في تقدم ،وسيتقدم في الحداثة وعبادة التقنية والحياة الألية وسيموتُ الإنسان بلا أن يشعر به أحد .
هذه الحقيقة التي ستقدمها لكَ الرواية،لا على طبق من فضة بل بعد رحلةٍ مضنية،لكنها ليست أكثر إيلاماً من تقبُلك لواقع الإنسانية وتغيير نظرتك للمجتمعات،ربما لذلك مُنعت في فترةٍ ما في اروبا بمجملها .
اسلوب الكاتب:-
لم يَكُن "الإدهاش" و العبقرية مقتصرة على تركيب الرواية وحبكتها وموضوعها الصادم بواقعيته،فإسلوب الكاتب كان على درجة من الإدهاش رغم من كونه سردي مطول،إلا أنه استطاع أن يصبغه بالإبداع،تارةً سردٌ مكثَّف تعيش فيه لحظةً بلحظة مع الشخصية،و تارةً ذو إيقاع سريع بحيث يختزل الكاتب شهوراً وأيام بلا أن تشعر بأي نقص كأنك واكبتَ احداث الشخصية خطوةً خطوة ،بهذا الاسلوب ضغط الكاتب 13 سنة في 500 صفحة بلا أن يُشعركَ بأدنى ملل.
كذلك إبداعه في تسليط الضوء على الشخصيات،فرغم كون (إيوهان) المرتكز الاساسي للرواية استطاع الكاتب ان يشعرك مع كُل شخصية تمر في الرواية أنه المحور ،فتستغرق في تفاصيلها ناسياً غيرها من الشخصيَّات.