أخجل أن أعطيه أقل من اثنين وإلا فعلت ..وأأسف لذلك !!
تجربتى الثانية بين يدى العازف على أوتار اللغة ..الساحر ..المجذوب والدرويش صلاح عبد الصبور
بعد مأساة الحلاج شتاان بينهما وكأنهما أقصى اليمين وأقصى اليسار كعادته تفرد لغويا شعريا والصور التمثيلية والتشبيهيه لن أجد له منازع فيها فلا يشق له غبارا ..كعادته من التورية فالمواربة إلى الرمزية والأحجية الشعرية مزجت المسرحية بين عدة خيوط شابكها فى شكل قصصى نمطى بداية فعقدة ثم حل ..إلا أن هزالة ما و وهن واضح تجلى فى ثناياها تشعر أن الأمر كله عبث !!وليس عبثا محمودا فعهدنا عبد الصبور أستاذا للمسرح العبثى ولكنه عبث خاو من جديد تشعر كأنك تستلقى على ساق جدتك او أمك فى المساء لتحكى لك حكاية تراثية باهتة اللون ضائعة الملامح ..لم يكتمل نضجها فى الإناء او لربما غافلها النعاس فهبت تسكبها دفعة واحدة لتقيك شر الجوع والشره فبت مصدوما ..فاتر الشهية مكسور الحماس ..المعانى الشعرية لم تكن بجمال اللفظ وكأن الجسد إكتمل وفاض حسنا على روح جوفاء نمطية ..ولكن بها براعة فى السرد لن تجعلك تضعها حتى تنهيها هى ايضا خفيفة الظل بالنسبة لعدد صفحاتها ..وعلى كل حال إن فقدت أنس المضمون يكفيك لقاء عبد الصبور حتى إن كان لقاء عابرا خاطفا متملقا سريعا ..

