من اكثر الروايات السوداوية التي افقدتني الثقة في الجنس البشري وغرائز البشر القبيحة ، والغريب ان الرواية لاتزال تقرر على المدارس في انجلترا.. وتحكي ببساطة عن مجموعة اطفال اكبرهم لا يزيد عن 15 سنة ينعزلون في جزيرة نائية والصراعات التي تدور بينهم بسبب عشق السلطة، وتصور الرواية سهولة التلاعب بعقول الجماهير وضياع النظم والقوانين والآدمية وانعدام جدوى الديمقراطية عند الأزمات الكبرى كالحروب أو الثورات.
وليام جولدنج الحائز على جائزة نوبل بسبب هذه الرواية اختار مجموعة من الاطفال كأبطال لروايته لان الطفل يمثل الطبيعة البشرية الصافية قبل ان تصقلها التجارب والتعليم والخبرات.
من اسرار عبقرية الرواية أن كل طفل من ابطال هذه الرواية يمثل شخصية انسانية جديرة بالدراسة والتحليل ، كما تعكس شخصيات الروايات مبدأ من مبادئ الانسانية الجيدة والسيئة.
اعتقد سر شهرة الرواية ونجاحها وتأثيرها العميق يكمن في أنها يمكن ان تنطبق على اي مجتمع ، فهي يمكن ان تعكس المجتمعات الشمولية مثل المجتمعات التي تدار تحت حكم ديني او ديكتاتوري ، او المجتمعات الايدلوجية مثل الدول الشيوعية او الدول الدينية كإيران مثلا ، بل وتنطبق على اعتى الديمقراطيات مثل امريكا وبريطانيا في اعقاب حدوث ازمات ضخمة كالحروب الكبرى او الثورات او الكوارث البيئية مثلا.
انها تمثل النفس البشرية على حقيقتها ويمكن ان تكون بمثابة مانيفستو يفسر الكثير من الحوادث التاريخية التي امتلأت بالقتل والغدر والتي نحتار في تفسيرها بمفاهيمنا المدنية المعاصرة.
هذه الرواية في رأيي اقوى من اشهر روايات الديستوبيا وهي رواية 1984 و451 فهرنهايت وغيرها.