الساعة الخامسة والعشرون > مراجعات رواية الساعة الخامسة والعشرون > مراجعة أروى الجفري

الساعة الخامسة والعشرون - فيرجيل جيورجيو, فايز كم نقش
أبلغوني عند توفره

الساعة الخامسة والعشرون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هذه الرواية عمل إنساني عظيم، تدور حول حقبة معينة وهي الحرب العالمية الثانية أو قبل نشوبها بقليل ، حيث يُسجَن الإنسان ويعذّب بلا ذنب سوى أنه انتمى لذلك الزمن ، في الرواية نرافق ايوهان موريتز .. أحلامه التي ؤئدَت في مهدها .. حبّه الجميل ، ومن ثم نبدأ معه سنوات العذاب والانتقال من معتقل لآخر ، كُلّ يسجنه لانتماء قد لا يعود إِليه مثلما سُجن في معتقل لليهود والذي كان بدايته في المعتقلات ، حيث قضى ثلاثة عشر عاما في أكثر من مائة معتقل ، وحينما أُطلِق سراحه لم يلبث سوى أقل من أربع وعشرين ساعة حتى جاءته الأوامر للعودة لحياة المعتقلات إلى ما لا نهاية أو على الأقل إلى نهايته هو .

هذه الرواية من الروايات التي تعرّي الإنسان ، حينما أقرأ رواية كهذه أتذكر فورا رواية العمى لخوسيه ساراماغو ، حيث يكون الإنسان في غير وضعه الطبيعي ، حينما تعريه الشدائد لتظهر سوأته فنرى مدى البشاعة التي ما كُنّا لنراها في ظروف أكثر رخاء.

الحوارات في الرواية عميقة ، تجعلك تفكر وتعيد التفكير في الكثير من الأمور من أهمها أن الإنسان بات مجرّد رقم .. شيء ، هكذا يتم التعامل معه ، حوارات تريان المثقف مثرية لكنها بدت مبالغة من الكاتب أحيانا ، مثل حواره مع زوجته الينورا عند تخطيطهما للهرب من المعتقل ، جاء فيه : "ليست هناك زاوية نظر لايمكن للمرء أن يحكم منها، ليس في العالم حقائق موضوعية ، إن كل مافيه ذاتي" ص ٣٢٠

الحوار ممتع عقلاني فلسفي ، لكن تتعجب أن يصدر في وقت حالك كهذا !! مايجعلك إن ابتعدت قليلا لترى الصورة واضحة قد تستنكر وتراه بعيدا عن الواقع ، إذ مهما بلغ عقل المرء و مهما غاص في أعماق الحكمة إلا أن هناك مواقف في الحياة لاتتطلب أبدا ذلك فيتصرف الحكيم كما الإنسان العادي حال استشعاره للخطر.

حوار الكونت الهنغاري مع ابنه لوسيان على أثر إرسال ٥٠٠٠٠ شخص من جنسيات مختلفة لألمانيا ، وكأنهم مجرد سلعة ، حوار ممتع وعميق في آن ، يبدأ من الصفحة ١٨٥ جاء فيه تساؤل مهم " هل يتم احترام الإنسان عديم القيمة الإجتماعية؟ "

أتقن الكاتب حبكة الرواية ، لم يغفل أي تفصيل ، ربما كانت المصادفات كثيرة ، ولا داعي لسردها هنا ، بعد قليل من التفكير ، تساءلت .. مالذي يصنع الرواية ، أو ما الذي يجعل حكاية ما جديرة بأن تروى سوى المصادفة؟ وإلا لكانت حدثا عاديا ، وحتى لو كان مؤثرا فالمصادفات مثل التي ذُكرت في الرواية تُعمّق هذا التأثير في نفس القارئ إن جاءت في السياق المناسب وهو ماحدث هنا.

لا أبالغ إن قلت أني تلفتُّ حولي كثيرا ، عُدتُ لأتساءل ذلك التساؤل الذي ما ألبث أن أطرحه على نفسي حين قراءة عمل كهذا أو حين مشاهدة بعض من بشاعة الحياة والتي تمثلت في الحروب الأخيرة .. الاعتداءات .. التفجيرات .. تساؤلي هو : من هو الإنسان؟

(less)

Facebook Twitter Link .
10 يوافقون
1 تعليقات