أنهيت قراءة رواية (ساق البامبو)،باختصار ،انها رواية تفوق الروعة ،ممتعة بأحداثها ،مؤثرة بمواقفها ،هادفة بقضاياها ،تلامس الروح بواقعيتها .
من خلال هاته الرواية للكاتب «سعود السنعوسي»انفتحت على فئة من البشر كنت صراحة لا ارى فيهم تميزا أو بالأحرى لا أفكر بهم حتى ،و هم الفلبينيات الخادمات في الخليج .و من خلال «جوزافين»و «عيسى أو هوزيه» أبطال الرواية ،عالج الكاتب المبدع مشكلة الخادمات الفلبينيات اللواتي يعانين في دول الخليج لكسب لقمة العيش ،يتركن بلدهن ،أسرهن ،أبناءهن و أزواجهن بحثا عن دخل يلبي مطالب حياتهن ،هذا من جهة .
و من جهة أخرى ،يعالج مشكلة حمل الفلبينيات من رجال خليجيين و العواقب الوخيمة التي تنتج عن زواج سري أو علاقة غير شرعية يرضي بها الطرفان غرائزهما الجنسية في دقائق ،و يدفع ثمنها الابناء مدى الحياة .
عيسى أم هوزيه ،كويتي أم فلبيني،مسلم أم مسيحي ،عربي أم أجنبي ..... كلها تخبطات يعيشها بطل القصة ،بين مد و جزر محاولا اكتشاف ذاته ،جسد واحد جمع شخصيتين ،واحدة تنتمي لوالده الكويتي و أخرى لأمه الفلبينية ..
إنها ظاهرة لم أفكر قبلا في حدوثها ،لكنها و للأسف متواجدة ليس فقط في المجتمع الخليجي و إنما في معضم المجتمعات عربية أو غربية ،بفضل هذا الكاتب المبدع ،أصبحت عندما أرى خادمة فلبينية ،ألمح فيها قصة وراء ملامحها الهادئة الغير مبالية ،و أقول أنها ليست خادمة و حسب ،بل إنها مناضلة تحمل عبأ عائلة بكاملها أو أنها أما لنصف كويتي ،أو أنها قصة جديدة لربما أكتشفها يوما ما في رواية أخرى .