العلمانية والحداثة والعولمة > مراجعات كتاب العلمانية والحداثة والعولمة > مراجعة عمر الطويل

العلمانية والحداثة والعولمة - عبد الوهاب المسيري
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

الكتاب هو الجزء الثاني من سلسلة الحوارات التي أجرتها وحررتها سوزان حرفي مع عبدالوهاب المسيري.

يتميز المسيري بنحت مصطلحات ونماذج تفسيرية لتحليل هذه الأفكار وتأثيراتها على الإنسان ولعل من أبرز منطلقاته المعرفية؛ تأكيده على اختلاف الإنسان عن الطبيعة/المادة وأنه كائن متجاوز لها وذا بعد غيبي وأنه ينطلق من مرجعية نهائية، وهذه هي الفكرة الرئيسية والمهيمنة عنده.

وهو يؤكد على أهمية الرؤية الثنائية في تحليل الظواهر حيث ذكر أن لها مقدرة تفسيرية عالية!

أما في موضوع العلمانية فإنه يميز بين العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية ويرى أن العلمانية الشاملة هي فصل للقيم عن الحياة ولها آثار مدمرة أما الجزئية فيرى أنها فصل للدين عن الدولة ويؤكد في صفحات أخرى أن مقصوده من الفصل ليس فصل المرجعية الدينية/ القيم وإنما هو إجراء فني يدع المجال للخبراء وعبر بذلك بأنه لا يريد أن يرى علماء الشريعة يجوبون أروقة الوزارات الاقتصادية والسياسية بل يترك الأمر للخبراء في هذا الشأن، أما إن حصل ما يؤثر على المرجعية النهائية للدولة أو التوجه العام لها فإنه لا بد من استفتاء علماء الشريعة، وضرب مثالا على نوع الاستفتاء مثل: ما هو الموقف من استخدام أسلحة الدمار الشامل؟

ويختلف المسيري مع بعض الباحثين المسلمين الذين يفسرون خروج العلمانية لطغيان الكنيسه ورجال الدين ويرى أنه تفسير قاصر وأن بدايتها "تعود إلى ظهور جيوب اقتصادية منفصلة عن الاقتصاد الطبيعي أي الاقتصاد الإقطاعي في العصور الوسطى في الغرب...هذه الجيوب أسست للربح فأصبح المقياس اقتصاديا أي انفصل عن منظومة القيم المسيحية".

ثم انتقل إلى مصطلح (الحداثة) وبين أنها من تجليات العلمانية الشاملة المنفصلة عن القيمة وبين أضرارها ويعرفها بأنها استخدام العقل والعلم والتقنية "المنفصلين عن القيمة" في التعامل مع الواقع وبين أن الجزء الأخير من التعريف أخفي عن وعي أو غير وعي عند الحداثيين.

ويرى أن من أبرز سلبياتها أنها لا تقبل التاريخ أو الذات ولا تعرفهما لأنهما يحتويان مخزونا لقيم مغايرة لماديتها وأنها نجحت في أن تضع رجلا على سطح القمر بينما فشلت في بقائه عند أسرته، ثم تعرض لذكر جهود المدرسة الفرنكفونية وبين أنه استفاد من نقدها للحداثة لكنه ذكر أن نقدها هو نقد داخلي للحداثة والنموذج المادي.

ثم انتقل إلى فكرة ما بعد الحداثة وذكر أن أصحابها لا يقولون شيئا جديدا وإنما يعبرون عن "القضايا القديمة بطريقة متضخمة متورمة تخبئ أكثر مما تكشف".

وفي الجزء الأخير من الكتاب تكلم عن الولايات المتحدة والعولمة وذكر أن ما يحكم الولايات المتحدة في الوقت الحاضر تحالف الشركات الكبرى وهو تحالف قريب من النخبة الحاكمة بل يصعب التمييز بينهما فرامسفيلد مرتبط بشركات صناعة الأسلحة وديك تشيني عضو مجلس إدارة في إحدى كبريات الشركات الموردة للسلع للجيش الأمريكي وأن جارنر أول حاكم عسكري للعراق بعد صدام كان تاجر أسلحة، وذكر أن أهم سلاح يستطيع المسلمون والعرب به ضرب الولايات المتحدة هو المقاطعة لأنها ستحول الشركات المتضررة إلى لوبي يعمل لمصلحتنا فورا لأن شعار أمريكا يرفض الآخر ويوظفه لخدمة المصالح المادية أو إبادته إن قاوم ولا يفهم إلا اللغة المادية وأكد رفضه لمنهج القاعدة لأن الغرب سيوظفهم لمصلحته.

هذا مجمل ما ورد في هذا الكتاب ودعوة لقراءته لأنه يؤسس لمناعة فكرية ويزيد المؤمن طمأنينة وثباتا على دينه.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات