هذا النوع من الادب لا يقدم عليه إلا مغامر بارع في ألعاب السيرك . أن تشعل النيران متى تشاء و تلاعبها ثم تطفئها متى تشاء . أن تحرك الزوابع و الاعاصير و تسيطر عليها بهذا الاقتدار !! أن تتحدى الغابات لتقتحمها في ليلها المظلم الى أبعد نقطة تتحملها أعصاب القارئ و صبره ، ليحضى المسكين بإستراحة شحيحة تقتضيها نواميس الرحمة ثم تنطلق به المركبة قبل أن يتمكن من إلتقاط إنفاسه .
كأني بأحمد مراد في هذه الرواية قرر أن يحشد كل ما يمكن حشده من أدوات و عناصر يمكن ان تخلق أبعادا زمانية و مكانية تمكنه ليجول بقارئه في متاهة زمكانية مرعبة عبر رمال متحركة لا مكان فيها للثبات .
أعجبتني كثيرا فكرة أن يكون (الحب) هو الخط المستقيم الوحيد الذي يمثل الثبات في الرواية ليكون هو آخر من ينجو من هذا التسونامي.