رحلة أفوقاي الأندلسي، مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب 1611-1613 > مراجعات كتاب رحلة أفوقاي الأندلسي، مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب 1611-1613 > مراجعة ذ. منتصر الخطيب

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

كان الشهاب الحجري- كما درج المؤرخون على تسميته- من الموريسكيين المسلمين الذين لم يتمكنوا من الهروب من الأندلس إبان سقوطها، واضطروا إلى أن يتظاهروا بأنهم نصارى خوفا من ملاحقات محاكم التفتيش التي كانت تقتل كل من تظهر عليه علامات تدل على أنه مسلم أو عربي، إلى درجة أنهم بدلوا أسماءهم، ولهذا لُقّب بـ"أفوقاي"..

وتكمن أهمية هذه الرحلة في كونها شاهدة ومعبرة عن العلاقات التي كانت قائمة آنذاك بين دار الإسلام في المغرب ودار الحرب في أوربا، ونتج عنها مجموعة من المراسلات الديبلوماسية ومنها رسالة "أحمد بن قاسم الحجري" المرسلة من باريس إلى "الموريسكيين" بالقسطنطينية، ثم رسالتيه إلى المستشرق الهولندي "ياكوباس خوليوس"..

ولقد اندرج المسلمون والنصارى بالأندلس معا ضمن ذلك التقليد، وأسهموا في هذا الرصيد التاريخي والثقافي والمعرفي بها. وقد جمعت المناظرة الدينية بين الإسلام والنصرانية منذ أن اضطرهما التاريخ إلى الالتقاء ببعضهما، فدفعت بالإسلام والمسيحية إلى الانخراط معا في تقليد التعايش والمثاقفة بينهما على أرض الأندلس. ولقد عبرت عن أجزاء من تمظهرات هذا الواقع، أعداد من كتب المناظرات الدينية التي كانت تعقد باستمرار، عمل بعض المهتمين بموضوعها على إخراج بعض متونها وتحقيقها..

وقد احتل هذا الجدل مع اليهود والنصارى مكانة هامة في رحلة الشهاب الحجري؛ حيث خصص لها المؤلف الباب العاشر بعنوان: (في مناظرات اليهود ببلاد فرنجة وفلنضس)، ويطلق "أفوقاي" على بلاد هولندا اسم "فلنضس" وهي التسمية اللاتينية الشائعة حينذاك Flandes، وهي التسمية التي تطلق حاليا على الأقاليم البلجيكية الناطقة بالهولندية..

قصة "الشهاب الحجري الأندلسي", إذن نموذج معبر عن هذه الطائفة الغربية من أرض الأندلس المغلوبة التي أرغمت على نبذ دينها ولغتها, وكل تراثها القديم, ومع ذلك فقد استطاعت بالرغم من قرن كامل من الاضطهاد المطبق والقمع الذريع, أن تحتفظ بقبس أخير من لغة الآباء والأجداد, وأن تكوّن لها أدبا خاصا هو الأدب الموريسكي.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق