وكأنه لا يكفيك عذاب فقدان والداكِ وما كُنتِ تقاسيه من ويل الحرب وعذابها في هذه السن الصغيرة!

حتى يأتي هذا العجوز يسلّبكِ بقاياكِ، ليس فقط ذلك بل أيضاً مستقبلك، شبابك، جمالك

تعيشين مشوهة الوجه في هذا القصر الشامخ، ولا يكتفي هذا العجوز بتشوه وجهك بل يستغل جسدك

ليُضيف إلى تشوه الوجه، تشوه الروح والمشاعر

لتُصبح آلامك جسدية ونفسية معاً

ليأتي ملاك الرحمة هذا، المتجسد في شكل امرأة

أو بالأحرى ممرضة

تلك التي ستصبح لكي، الحضن والأمان والرفيق المؤنس في هذه العزلة

من يأخذ بيدكِ؛ ويفتح عينيكِ

لتكتشفين الحقيقة

يبدو أن للعزلة أثر كبير في نفس الفرد، إذ أنها تجعل استجاباته وردود أفعاله غير متوقعة وغاية في الغرابة !!

ضيف إلى ذلك البحر وجزيرة نائية مثل ( مورت فرونتيير ) أي الحدود الميتة

سيكون الناتج هذا العجوز السيكوباتي المتحذلق، الذي يفلسف كُلّ أخطائه وبشاعاته

ليس فقط هو من أثرت العزلة فيه، بل أيضاً ربيبته تلك التي لا أستطيع فهم دوافعها وردود أفعالها!

هذه الرواية حقاً من أغرب الروايات التي قرأتها

قصة غريبة

أحداث غريبة

أبطال غريبي الأطوار وردود أفعالهم لا تقل غرابة عن كُلّ ما سبق!

وبرغم وجود نهايتين مختلفتين للرواية

أحداهما سعيدة و الأخرى ساديّة

وكأن الكاتبة أرادت أن تُرضي جميع القراء، وتُرضي نفسها أولاً

إلا إني لم استسيغ أيّاً منهما

بالنسبة إليّ النهايتان صادمتان!

وبرغم ما شعرت به من غرابة في هذه الرواية، ومفاجئات في النهاية

إلا إني لا أخفي استمتاعي بها

طريقة الكاتبة سلسة وبسيطة، تجعلك تنتقل بين الأحداث في خفة وسرعة

أنهيتها في جلستين فقط ..

ولولا الوقت لكُنت انتهيت منها في جلسة واحدة :))

آميلي نوثومب

هذه أول رواية اقرأها لتلك الكاتبة متعددة الجنسيات وكثيرة الترحال

تجربتي التالية معها ستكون في رواية ( بيوغرافيا الجوع ) في القريب العاجل

:))