الذكريات الصغيرة > مراجعات كتاب الذكريات الصغيرة > مراجعة Amira Mahmoud

الذكريات الصغيرة - جوزيه ساراماجو, أحمد عبد اللطيف
أبلغوني عند توفره

الذكريات الصغيرة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"ما نحن إلا ذكرياتنا والمسئولية التي نتحملها. فمن غير ذكرى لا وجود لنا، ومن غير مسئولية لا نستحق الحياة"

إنه لشيء غريب أن تقرأ لسارماجو شيء كهذا!

سارماجو الذي دائمًا ما يضعك في حالة متفردة وفريدة من الهذيان والكآبة والجنون في رواياته.

وإنه لشيء غريب أيضًا أن ترى سارماجو (زيزيتو الصغير) وهو طفل، ثم وهو مراهق؛ بإبتسامة مُشرقة وملامح طفولية بعدما انطبعت بداخلك صورة أخرى لرجل يكاد يختلف جملة وتفصيلاً عن هذا الطفل الذي تراه، كأنه آخر

فترى الابتسامة قد اختفت وحلّ محلّها نظرة كئيبة، وملامح الطفل البريئة تختفي ليحلّ محلها تجاعيد كثيرة يخفي كل خط منها حزن شديد لا تعرف ماهيته ولا سببه!

لا أحب السيّر الذاتية، ولا اقرأها إلا قليلاً

لن يُقحمك أحدهم في حياته إلا بالقدر الذي يريده

ولن يجعلك تراه في صورة أخرى غير تلك التي يريد أن يعرضها لك

لكن هناك كُتابي المُفضلين- وهم قلّة على كل حال –الذين يشكلّون معًا استثناءات لا تقدر أمامها على مقاومة تتبع تفاصيلهم الخاصة حتى وإن كانت "صغيرة" كتفاصيل سارماجو.

هنا يحكي سارماجو في تفاصيل قصيرة حينًا، وطويلة حينًا آخر ذكريات طفولته ومراهقته

ذكرياته حينما كان صغيرًا، لذا سمّاها الذكريات الصغيرة.

علاقته بجدته وجده لأمه، حياته في بيتهما

تفوقه في مدرسته، لا سيما في سرعة تعلمه القراءة

علاقته بأصدقاء المدرسة، وابن خالته وتنافسهما.

التصرفات الصبيانية والشيطانية، والأخطاء اللذيذة!

يحكيها بتصرف حينًا، وتسعفه الأوراق الرسمية وغير الرسمية حينًا آخر

"أحيانًا كثيرة ننسى ما نحب أن نتذكره وأحيانًا أخرى ننسى وبشكل متسلط لا فرار منه مقاومين المؤثر نفسه، تأتينا من الماضي صور كلمات متناثرة، اشراقات،إلهامات، بدون أن يكون لها تفسير، بدون أن نستعيد ذكراها، لكنها ها هنا موجودة"

صراحة لم أجد ما كنت أفتش عنه ها هنا

ترى علام كنت أفتش في الأساس؟ لا أعلم!

ربما هي جاذبية الحزن...

ماذا يمكن أن تحويه ذكريات سارماجو لتجعل منه رجل كئيب كهذا؟ مجنون، وعبقري!!

لم أجد في ذكرياته هذه إجابة هذا السؤال

ربما لأنها كانت "صغيرة" إلى حد كبير!

لم أجد هنا سوى المرح، وبين السطور يلوح شبح الفقر، وشبح الموت.

ورغم أن هذه التجربة الأخيرة (الموت) مرّ بها باكرًا جدًا بشكل لا أستطيع أن أجزم معه أنها السبب

لكن من يدري؟ ربما هي، ربما الفقر، وربما شيء آخر لم يكشف عنه سارماجو هنا

"هكذا كنّا مجروحين من الداخل، قاسين في ظاهرنا، والحياة دائمًا كما هي، نولد الآن؛ نعيش بعده، ثم يأتينا الموت في النهاية، فالحياة لا تستحق كل هذا العناء!"

لن تعرف الكثير هنا عن سارماجو، لكن حتمًا ستراه هنا مختلف

سترى جانبه الآخر، الأكثر خفة ربمّا!

"أبدًا لن نعرف كل شيء ولن نحيط علمًا بكل شيء أبدًا، لكن أحيانًا نعتقد أننا قادرون على معرفة كل شيء ربما لأن في هذه الأحيان لا شيء يستطيع أن يملأ روحنا أو ضميرنا أو عقلنا أو أيًا كان اسم هذه الكينونة التي تجعل منّا بشرًا"

تمّت

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
2 تعليقات