البصيرة > مراجعات رواية البصيرة > مراجعة Amira Mahmoud

البصيرة - جوزيه ساراماجو
أبلغوني عند توفره

البصيرة

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

يأخذنا سارماجوا من العمى إلى البصيرة

من وباء العمى الأبيض إلى وباء الأصوات الانتخابية البيضاء

الديمقراطية في عُرف الحكومات هي أنها تعطيك مطلق الحرية في أن تقول نعم , أو لا

لكنها ستعاقبك أشد العقاب إذا كان قولك هو لا !!

تُعاقب على استخدام حقك !!

دائماً وأبداً

لا تعرف الشعوب مصلحتها , ولا تملك القدرة على التخطيط والتصويت له

هذا في عُرف الحكومات أيضاً

وكأننا بتصويتنا لهم , وإعطائهم الحق في إدارة شئوننا

نعطيهم أيضاً الحق في تقرير مصيرنا نيابة عنا !!

أبدع سارماجوا في الغوص في سيكولوجية الحكومات فرداً فرداً

ليس فقط من خلال الحوارات التي كانت تدور في مجالسهم

لكن أيضاً من خلال حديث كُل مسئول منهم مع نفسه , خواطره , وتحدياته

إذا كان هناك ثمة شيء يستحق الذكر في هذه الرواية , من بين جميع أحداثها

هو عبقرية وإبداع سارماجوا في تصوير طريقة تفكير وأسلوب تعامل الحكومات مع شعوبها

ومن الواضح أنها ليست فقط مشكلة الشعوب العربية مع حكومتها , لكن مشكلة الشعوب الغربية أيضاً

السلطة هي السلطة , في كُل مكان , نفوذها يُعمي !!

فرق شاسع ما بين رواية العمى ورواية البصيرة

رواية العمى بأحداثها الغزيرة والسريعة والمتلاحقة

تلك الملحمة التي قرأتها بعيون منبهرة ومفتوحة على اتساعها

لم أجد من رائحتها أي شيء في رواية البصيرة

رواية تكاد تكون بلا أحداث , تطويل زائد عن الحد

وتيرة أحداث بطيئة ومملة , كُنت أجاهد لاستكمالها

وبدلاً من قرأتها بعيون مُنبهرة كما حدث في رواية العمى

كُنت اقرأها بخمول وفتور في انتظار النهاية

أو حدث مشوق , أو حتى حديث بين مسئولي الحكومة لأنه هو الشيء الوحيد الذي دفعني لاستكمالها

أعتقد أنه لولا ارتباط هذه الرواية على أنها الجزء الثاني من رواية العمى

لما تحمست لها , ولما تحمس لها الكثيرين من القراء !!

النهاية صادمة بكُل المقاييس

مفاجئة , برغم أنها شبه متوقعة !!

تتوقعها لكن لا تتمناها , حيرة

لازلت عند رأيي شتان بين رواية العمى ورواية البصيرة

العمى مُرهقة في أحداثها الكئيبة التي تعتصر قلبك

والبصيرة مُرهقة لكنها مُرهقة في أحداثها المملة التي تعتصرك شخصياً لحين تنتهي منها

برغم ملل الأحداث إلا أني لازلت أؤمن بعبقرية أفكار سارماجوا

تمّت

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق