مازلت في بداية الطريق لبلوغ نهايته في هذا الكتاب ولكني وجدت فيه تفسيرات ٍ لكثير مما يختلج في عقلي منذ الصغر ، حتى أنني قد ظننت بإيعاز من أهلي والمقربين أني مختلفة ً إلى حد الشذوذ عن الطبيعة المحلية المحيطة بي وأنني بي خطب ماا ، لشدة السجال بيني وبينهم على كثير من الأفكار وتقييم كل ما يدور حولناا ..
أسعد كثيراً عندما أجد من يستطيع وببراعة تفسير ما أشعر به ويعي ما أقول أو فيماذا أفكر ووجدتني أتعرف عليّ بشكل أجمل من ذي قبل وأنني أتميز عن غيري ولست بذات شذوذ بعيد ٍ عن الطبيعة وهذا شعور ٌ بحد ذاته جميييل جداً لم أعهده من قبل بيني وبين نفسي ، ووجدت أن رؤيتي سليمة وصحيحة وكنت دوماً ما أقووول " أن الإنسان لم يجعله الله أقوى المخلوقات إلا لوجود طاقات خارقة في داخله " ولكني لم أستطع تفنيدها أو حتى تفسير بعض ٍ منهاا ولكني كنت دائماً ما أشعر بوجود الكثير في داخلي فنظرتي مختلفة بشكل يكاد يكون جذرياً عن محيطي وبيئتي وحتى مجتمعي وعندما أتعرف على أحدهم وبعد عدة حوارات بيننا يتفاجأ أنني من البلد الفلاني وأنني لا أشبه ما يعرفه عن أهل هذا البلد وطبيعتهم وهذا كان يربكني أحياناً لأنني كنت أتمنى أن أعرف مالسبب في ذلك فأنا لم أفارق بيئتي منذ خلقت بعد وحتى الآن
ومازلت في بحثي عن الأسباب وربما كاان هذاا السبب هو الذي دفعني للميل إلى تعلم كل ما يخص النفس البشرية لربما أعثر على ضالتي ولكن عوائق الحياة حالت بيني وبين ذلك ولكنهاا لم تستطع أن تمنعني عن البحث والإطلاع والتنقيب إن صح التعبير أو ربما الإبحار في هذا العالم لربماا حققت ما أصبوا إليه ..
...............
وجدت بعضاً من رؤيتي بين نظريتي العالمين "برجسون" الفرنسي و "توينبي" الإنجليزي أما الأول فتوجهت نظريته إلى أن العبقري " يشعر بأنه ينتمي إلى البشرية جمعاء لذا هو يخترق حدود الجماعة التي نشأ فيها ويثور على العرف الذي يدعم كيانهاا إنه يخاطب الإنسانية كلها بلغة الحب وكانه إنسان من نوع جديد " ، أما الثاني فتوجهت نظريته إلى أن العبقري " يحب الإبتداع والثورة على التقاليد وهو يشعر بأنه مكلف برسالة وكثيراً ما يحب الفناء في هذه الرسالة بحيث يصبح كالعاشق الولهان لا يعرف من الدنيا إلا إياها ، فهو مقلق للنظام الإجتماعي مهدد لكيانه إذ هو يبغي أن يحوله إلى حال ولا يبالي أن ينال في سبيل ذلك ما ينال " ..