من أهم كتب ( النيهوم ) على الإطلاق ( في وجهة نظري ) كتب باسلوب يخلو من التعقيد ، وتدرج في طرح أفكاره من السهولة إلى الصعوبة ، يختزلُ كماً كبيراً من أفكار كتبه الكثيرة ، وبالاخص التي تناولت الفكر الإسلامي .
يبدأ كتابه بالآية القرآنية : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) سورة الأنعام
لينغمس بعدها في الكتاب بطرح فلسفي ممتع ، في سياق لغوي له خصوصية النيهوم الآسرة .
ويبدأ الكتاب بتمهيد :
( نحن نعرف عن الآلة أنها تستطيع أن تنتج مثل الأحياء ، ونعرف عنها أنها تحتاج إلى الطاقة مثلهم ، وأنها تتعرض للهلاك مثلهم ، لكننا نعرف أيضاً أن الآلة ليست حية وليست ميتة لأنها - ببساطة - تفتقر إلى الشرط الأساسي لوجود الحية والموت معاً ، إنها قائمة في الفراغ فقط والشرط الأساسي للحياة أن يوجد الحي في الفراغ والزمن أيضاً ، إن الموت لا يحدث لأن الميت يختفي من العالم بل لأنه يفقد ارتباطه بأبعاد الزمن ويصبح قائماً في الفراغ وحده.
هذا فهم مختلف لمعنى الحياة والموت معاً. )
بهذا المدخل يضعنا ( النيهوم ) أمام فكرة الكتاب .. أنه يفكك المتداول من أفكار بطرح فسلفي مغاير جداً ، ويعيد ترتيبها من جديد في سياق مختلف ، لكنه طرح قريب ويناوش المتلقي ويجعله في حيرة ممتعة .