قصة حب مجوسية > مراجعات رواية قصة حب مجوسية > مراجعة Salma Ouamar

قصة حب مجوسية - عبد الرحمن منيف
أبلغوني عند توفره

قصة حب مجوسية

تأليف (تأليف) 3.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"لا أميل للحفظ لكنني تمنيت لو كان بإمكاني أن أحفظ قصة حب مجوسية حتى أستمتع باسترجاعها في ذاكرتي كلما خليت إلى نفسي". هكذا علّق أستاذي العزيز جمال الخلادي في حوار جانبي خضناه رفقة أصدقاء آخرين حول أعمال عبدالرحمن منيف. في اليوم نفسه، أهداني أحد هؤلاء الأصدقاء نسخته من الرواية والتي لم يكن قد أكملها بعد. التعليق الجميلة و الهدية الغالية على قلبي كانا كفيلين بأن يجعلا قصة حب مجوسية تتربع على رأس لائحة قراءاتي، فما إن فرغت مما كان يشغلني حتى انكببت عليها- أغرق و أغرق في سحر اللغة و رهافة المشاعر.

وأنا بصدد قراءة كتاب ما، عوّدت نفسي ألا أطّلع على آراء الاخرين بشأنه. كل كتاب جديد هو موعد أعمى، مع كامل الحرية في أن أغادر الموعد في أية لحظة ولا أكمل الكتاب، أو أستميت في خوض المغامرة حتى آخر صفحة. لكن القارئ الذي تعوّد الإطلاع على آراء الأخرين قبل الشروع في القراءة قد يتفاجأ من الآراء المتباينة و المتضاربة حول "قصة حب مجوسية". بين من يراها نشازا غير ذي معنى بالمقارنة مع أعمال منيف الأخرى. ومن يعتبرها رائعته الجميلة التي لم تنل التقدير الكافي من طرف النقاد منذ صدورها وإلى الآن. ومن وجدها بمستوى عاديٍّ كأية رواية رومانسية تُقرأ لتُنسى فيما بعد.

قصة حب مجوسية هي مونولوغ عاشق وجد نفسه سجين حب محرّم. عاشق وجد في نفسه الرغبة في البوح، في الإعتراف، في الصراخ في وجه الكون بأنه لم يخطئ حين أحبّ زوجة رجل آخر. وأنه مستعد لحرق الكنيسة و الأعراف المجتمعية في لهيب حبه المجوسي المتقد.

هي بالفعل، رواية متفردة عن أعمال منيف الأخرى، فهي لم تعالج أي قضية عربية، بل إن أحداثها تدور في فرنسا، في بيئة بعيدة كل البعد عن الرقعة العربية. وإن كان هذا الإختلاف في النهج الروائي هو ما جعل قصة حب مجوسية لا تلقى اهتمام النقاد. فهو بالنسبة لي مصدر جمال الرواية كلها. إن اليد التي كتبت عن التعذيب و السجن و كتبت عن المؤامرات هي نفس اليد التي تألقت في وصف مشاعر واختلاجات عاشق ولدت قصة حبِّه ميتة منذ البداية.

أتصرف بشحٍّ عندما يتعلق الأمر بتقييم الأعمال، حتى أنني منحت ثلاث نجمات من أصل خمسة لرواية شرق المتوسط. الأمر الذي جعل صديقي يناكفني بشأن الأمر ( الصديق نفسه الذي أعطاني قصة حب مجوسية، و الصديق نفسه الذي سيناكفني مجددا هذا المساء لاستخدامي لفظة صديق مرات عديدة -أضحك- ). لكنني هنا أمنح هذا العمل خمس نجمات كاملة بكل رضاً.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق