#كافر_سبت
في "فلسطين" إن صحت تسميتها - منطقتان مغضوب عليهما، غزة والقدس.
فمن بين "القطع المتناثرة" التي كان تسمى فلسطين، والأشخاص المغضوب عليهم الذين يحملون في دمهم فلسطينيتهم، والذين أعني بهم تحديداً فلسطينيو الضفة وأراضي ال48 والشتات وغزة والقدس، من بينهم جميعاً ورغم معاناتهم جميعاً، لا أحد يعاني كما يفعل سكان غزة القدس.
وإذا كانت معاناة الأولى جلية وواضحة بسبب وسائل الاعلام والقنوات الاخبارية، فإن معاناة الثانية لا يعلم بها إلا من يعيشها كل يوم، ومن يتجرع مرارتها ويختبر صعوبة الحياة فيها.
إنها القدس، وهل في فلسطين شيء كالقدس؟
ولأنها القدس، فضريبة العيش فيها باهظة جداً، وهذا تماماً ما يظهره لنا الكتاب "كافر سبت" الذي يحكي قصة شاب من البلدة القديمة يروي بدقة ووضوح وسلاسة شكل حياته الزاخر بالمعاناة.
فبينما يحتاج الشاب في الضفة إلى وظيفتين كي يحيا باحترام، يحتاج الشاب في القدس إلى ثلاث وظائف - على الأقل- يبدؤها من عمر صغير جداً، حيث يتعلم الحياة جيداً ما بين الكهرباء والمخبز والعمل بالأجرة يوم السبت لدى اليهود.
كما وتظهر الرواية بوضوح الاختلاط الكبير ما بين يهود القدس وعربها، إذ يجد المواطن نفسه مضطراً للعمل مع عدوه أو مشاركته الاشياء مهما بدت سخيفة، كما يجد نفسه مضطراً أيضاً للخوض في نقاشات كثيرة عن القضية وفلسطين التاريخية وأحقية اليهود في القدس ومكانتها الدينية وأمور عديدة من هذا القبيل.
ببراعة، أظهر الكاتب مدى فقرنا وجهلنا لتاريخنا، واهتمامنا الغبي بالمظاهر والشعارات الرنانة، وحسنا الوطني الثوري "العربي ذو الدم الحامي" الذي لا ينفع القضية شيئاً، وإنما يوقع صاحبه في ورطة دائماً.
أثناء السرد، لم ينسَ "عارف الحسيني" أن يصف زخرفات الأقصى وجمال القبة والمعالم التاريخية في القدس، ولم يسهُ عن وصف حاراتها وشكل الحياة الاجتماعية فيها، وأيضاً نظرة المجتمع للأشخاص وطريقة تعاملهم مع أنفسهم ومع اليهود.
كما وذكر الكاتب عدداً من الحقائق والمعلومات التاريخية التي يجهلها أغلبنا - للأسف-.
أعجبتني الرواية كثيراً من حيث الفكرة وطريقة الطرح وتضمين مواضيع مهمة وعامة، السرد كان جيداً وسلساً رغم بعض القفزات في عدد من المواقع، واللغة مناسبة وبسيطة وقريبة من الواقع رغم بعض الاخطاء النحوية، كنت أتمنى فقط لو أنه تم التركيز على مشاعر البطل الداخلية وأحاديثه مع نفسه، كان النص جيداً -على أية حال- ومحبوكاً بشكل مناسب وسليم.
- تستحق القراءة ^_^
#ميسم_عرار
30 - أغسطس - 2015
الأحد