مقعد أخير في قاعة إيوارت > مراجعات رواية مقعد أخير في قاعة إيوارت > مراجعة سيد محمد قطب

مقعد أخير في قاعة إيوارت - مي خالد
أبلغوني عند توفره

مقعد أخير في قاعة إيوارت

تأليف (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

إن رواية "مقعد أخير في قاعة إيوارت" مرثية لزمن التكوين حين تدخل الذات نفق الجدب والجمود، ولا تفقد الوسيلة في عبوره لأنها مازالت تتمسك بالطفلة المبدعة التي تحتفظ بها خلف ركام من أوراق النتائج التي نمزقها كل صباح فنواري بها علامة صاحبتنا في أفق توقعات الزمن المفقود، والطفل هو الكائن الوحيد الذي يدرك أن زمنه قادم مهما حاول المحيطون به تصدير العدم إليه، لأن أوراق نتيجته أمامه، يشكل منها ألعابه التي يتصورها في زمنه على أمل أن يصوغ عهده الآتي على هيئتها. إن الفتاة "منار" تفوقت في الدراسة والحياة المهنية والاجتماعية، نجحت تربية الأم لها، لكن بطلتنا "منار" أيضا احتفظت بالطفلة في نفسها، تلك الطفلة التي تعرضت لضغط الأم كي تكبر وتواجه الحياة، تلك الطفلة لم تمت، لم تختنق، وإنما ظلت في قلب البطلة وذاكرتها، وخرجت من هذه الطفلة "منار" المبدعة، التي تقاوم الحصار الاجتماعي بخيالها وهي تعيد تنظيم علاقتها بالعالم في أوقات الأزمة، اكتشفت في لحظة تجاورها مع الموت يوم تشييع جثمان سعاد حسني أن أشياء بعالمها النفسي أيضا ماتت، وأن أحلاما ماتت، وأن أنساقا ثقافية تبدلت، وقيما اجتماعية تغيرت، لقد مات النموذج التمثيلي لزمن التكوين، وأحست بالفقد، لكنها اعتادت المقاومة، اعتادت أن تصنع نفسها بنفسها، فانسحبت فترة إلى داخلها، وفي مقابل هذا التوقف نشطت الذاكرة والخيال والذهن واستعادت مقومات نفسها لكي تواصل مشروع الوجود.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق