يتحدث المؤلف في بداية كتابة عن تصورنا حول الإلحاد في نقطتين الأولى بأن الإلحاد حالة شاذة في المشهد العقدي على مستوى العالم ، و النقطة الثانية هي أن الإلحاد مرتبط بالحالة الشيوعية المتمثلة في الاتحاد السوفيتي و في سقوطه سقوط للإلحاد ، و قد بيّن المؤلف بطلان هذه التصورات.
ثم تحدث عن سمات الإلحاد الجديد و الذي بدأ بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر ، السمة الأولى حماسة الدعاة إلى الإلحاد و اتخاذ بعض صور الدعوة التنصيرية في الغرب ، السمة الثانية عدائية الخطاب الإلحادي الجديد اتجاه الدين بل حتى المخالفين من الملحدين أنفسهم ، الثالثة حصر أسباب الدمار و القتل الحاصل في العالم قديماً و حديثاً بالدين فقط و أنه سبب كل الدمار و الهلاك ، الرابعة الهجوم بشكل خاص على الإسلام ، السمة الخامسة نجومية رموز الإلحاد الجديد بل أن بعضهم أصبح نجم مسرح بكل ما تحتويه الكلمة من معاني ، السمة السادسة الاعتماد بشكل مغالي على المنهج العلمي التجريبي لإثبات عدم وجود الإله و إلغاء أي منهج معرفي آخر .
و في ( توصيات و مراجعات لتطوير أداء الخطاب العقدي ) أكد المؤلف على أهمية دخول المسلمين و خاصة علمائهم و مثقفيهم دائرة الصراع مع الإلحاد ، و ذلك بسبب أن أغلب من يقوم بالرد و مناظرة الملحدين اليوم هم النصارى و لا يخفى على أحد فساد عقيدتهم بالأصل ، بل في كثير من الأحيان يلجم الملحد ذاك المناظر مما يجعل الموقف الديني في حرج .
و قد أوصى المؤلف بالتالي لتطوير أداء الخطاب العقدي ، أولاً: ضرورة تحري الصدق و العدل و الدقة و الموضوعية في تناول الظاهرة الإلحادية فلا يقلل من خطورة هذه الظاهرة و لا يأتي بمعلومات مغالطة للحقيقة و لو كانت لصالح هذا الخطاب العقدي ، ثانياً: عدم تسطيح الظاهرة الإلحادية فليس من الصحيح أن كل من ألحدوا تبنوا الإلحاد طلباً للشهوات و طلباً من تخفيف سطوة الضمير ، ثالثاً: تجديد الخطاب العقدي للاستجابة لمثل هذه النازلة العقدية و ذلك مثلاً باستخدام المصطلحات العلمية و الأمثلة العلمية الصحيحة للتأكيد على معلومة معينة ، رابعاً: درء تعارض العلم التجريبي و النقل و قد أكد المؤلف على أهمية دراسة مشروع ابن تيمية في كتابه درء تعارض النقل و العقل ، خامساً: ضرورة تقديم رؤى نقدية هجومية و عدم الاكتفاء بالمدافعة و الدفاع .
ختم المؤلف بقائمة من الكتب المهتمة بهذا الجانب سواء من المراجع العربية أو الأجنبية .