ربما كانت قراءتي للوحة وليس للقصة فقد كنت أبحث عن سر اللوحة وسر الأستاذ وطوال قراءة الرواية لم أأخذ كما أخذ أبطالها بمعرفة سر العينين ولا سر المرأة التي رسمها الأستاذ "ماكان " ، فقد كان همي الأول تخيل عيناها كيف كانتا ، لعلي استطيع رسمهما كما رسمهما " ماكان " الوصف في الواقع لم يتجاوز وصف الأحداث في عيون ماركيس ... فحين يمتزج عشق امرأة ورجل بعشق القضية يصبح للحكاية معنى آخر ؛ لكن حين يقوم الكاتب بتحطيم صرح هذا العشق في آخرها ينتاب القاريء حالة من الاكتئاب القهري ليس لها مدلول في علم النفس لكن مدلولها يأخذ من نفس القاريء ما يجعله يعيش حالة من الألم رغبة في تغيير نهايتها ... ربما كانت نهاية الرواية متفقة مع المألوف في حكايا المناضلين لكنها تجبرك على البكاء لأنك تفقد أحد أبطالك صريع القضية أو العشق ... أما اللوحة وصاحبة العينين فانها تقرر براءتها من هذه الروح الطاهرة التي رسمتها : هاتان العينان ليستا عيني !