رواية جيدة جداً، فعلى طول الرواية يناقش كونديرا العديد من المواضيع المهمة بسلاسة.
البعض مثل لورا يحققون أناهم عبر وسائل متعلقة بنظرة الآخرين تماماً،فمثلاً إعلان لورا حبها للقطط ليس سببه حبها الحقيقي لها، وإعلان المرأة كرهها للحمامات الساخنة والمتواضعين، وعشقها للحمامات الباردة كان مجرد سبيل لإعلان أناها.
في حين يصور لنا كونديرا زوجة غوته وربما أنييس على عكس الشخصيات السابقة وإنما يكفيهم الاستلقاء على العشب ومراقبة السحاب بسلام فهم أكثر سلاماً مع أناهم.
عندما تحب أحدهم هل تحبه لأنك تحبه؟ أم هي وسيلة أخرى لإضهار أناك؟ هل تهتم به لأنك تحبه؟ أم لأن تحقيق أناك يتطلب إضهار الاهتمام ؟
برأيي يصعب على المرء التحرر من تحقيق أناه بتجاهل تام للآخر، ولكن هناك فرق بين اهتمام جزئي مُلاحظ وتحت السيطرة، وبين آخر -مقزز- يعتمد على نظرة الآخر تماماً، بمعنى الانصهار في الآخر، و فقدان نفسه.
شخصية لورا وتعطشها لتحقيق أناها كان منفراً، في حين كانت أختها أنييس أكثر توازناً،وهذا ما جعلني أشعر بالحزن لإنتهاء قصتهما بتلك الطريقة .
أحببت تقاطع أجزاء الرواية وتشابك التفاصيل التي يبدو أن لا رابط بينها للوهلة الأولى، كوندير أعاد تعريف الرواية لدي.
طبعا الرواية تتكلم عن مواضيع عديدة جداً ورائعة جداً ، ولكني كتبت عن أكثر ماشدني .