كتاب "أنا ملالا" تأليف ملالا يوسفزاي بالإشتراك مع الصحفية الإنجليزية كريستينا لامب ، هي سيرة ذاتية تروي من خلالها الباكستانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام ٢٠١٤ لتصبح بذلك أصغر شخصية تحصل على هذه الجائزة حكايتها في مواجهة جماعة الطالبان والعادات والتقاليد في بلادها ، ودفاعها عن تعليم الفتيات.
يبدأ الكتاب ليروي نشأة ملالا في وادي سوات شمال باكستان . حيث تقول عنها "وُلدُت أنثى في أرض تطلق الرصاص ابتهاجاً بمولد الذكور ، أما الفتيات فيُوارَين عن الأنظار وراء الحُجب ، فدورهن في الحياة لايتعدى إعداد الطعام وإنجاب الأطفال"
ولكنني قررت منذ سن باكرة أنني لن أصبح هكذا ، لتجد والد أسس مدرسة لتعليم الفتيات ليقول لها : ملالا مثل طائر حر طليق ، فهو كان يرى أن انعدام التعليم هو أصل كل المشكلات التي تعانيها باكستان ، فالجهل يُمكن السياسيين من خداع الناس ، كما يُمكن الفاسدين من أن يُعاد انتخابهم ، و والدة رغم أنها أمية لكنها حكيمة وتؤمن بها .
ورثت ملالا عن أبيها حب التعلم وراحت ترسم أحلامها على ظهر الأرض و وجه السماء ، لتتفاجىء بمجموعة ارهابية ألبست جهلها رداء الدين وحرّمت التعليم على الفتيات ، بل ودمرت موطنها .
لكنها وبكل شجاعة وقفت وطالبت بحقها وحق كل فتاة مما جعلها هدف لطالبان .
ففي ذات يوم وهي عائدة من المدرسة بالحافلة استوقف شاب الحافلة ثم دنى شاب آخر من مؤخرة الحافلة وسأل : من فيكن ملالا ؟
وما أن عرفها حتى أطلق عليها ثلاثة رصاصات أصابتها وأصابت زميلاتها .
لكن لم تكن هذه الحادثة إلا كإرجاع السهم للخلف قليلاً حتى ينطلق إلى الأمام بقوة ، فأصبحت دافعاً لها لتكثف جهودها لتأخذ بحقها وحق كل فتاة في بلادها متحدية سطوة طالبان .
بلا شك هو كتاب رائع ولم تنسى ملالا أن تتحدث عن جمال موطنها وعن سجله السياسي المليء بالإنقلابات العسكرية مما جعله عِرضة للمجموعات الأرهابية .
لقد قررت أن أرفع صوتي ليس من أجل أن يتم سماعي ، ولكن من أجل كل هؤلاء الذين لاصوت لهم . معاً صوف نُسمع أصواتنا .
أرجوك ياملالا استمري وألهمي كل فتاة وقف بوجهها ذكر جاهل أو عادات أو ظروف أن تنهض مرة أخرى وتأخذ بيد أحلامها .