السنوات الرهيبة > مراجعات رواية السنوات الرهيبة > مراجعة أحمد المغازي

السنوات الرهيبة - جنكيز ضاغجي, محمد حرب
تحميل الكتاب

السنوات الرهيبة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

موضوع ثري ورواية فقيرة..

أسلوب جاف، سرد ممل، تناول سطحي، شخصيات نمطية، حكايات ناقصة.

المفترض أن الرواية - بناء على نبذتها- عن معاناة شعب القرم من  المسلمين تحت الحكم الروسي، وهو ما حفزني لقرائتها خاصة لضآلة معلوماتي عن هذا الموضوع، إلا أن هذه الجزئية لم تشغل أكثر من مقدمة المترجم وإفتتاحية الرواية التي نوهت عن تاريخ شعب القرم من التتار التركمانستانيين منذ دخولهم في الإسلام حتى وقوعهم تحت الحكم الروسي بعد ما كانوا تابعين للدولة العثمانية حينا ودولة مستقلة حينا آخر، والاضطهاد الذي قاسوه على يد الروس من تحقير لمقدساتهم لتهجيرهم من أراضيهم ومعاناتهم من شظف العيش.

ثم لم تلبث الرواية مع قيام الحرب العالمية الثانية أن تفرغت لتتبع مسيرة صادق طوران الشاب القرمي الذي تم إنتزاعه من وسط أهله -مثل آلاف وربما ملايين غيره- وتجنيده في الجيش الروسي ليقذف به في أتون الحرب على الجبهة في مواجهة الألمان في معركة لا يملك فيها ناقة ولا جمل، ليستعرض لنا الكاتب من خلاله عبثية الحرب وقسوتها.

في القسم الثاني من الرواية يحكي لنا صادق تجربته المروعة في الأسر على يد الألمان -المفترض أنه يحكيها بعد إنتهاء الحرب- وهي تجربة مريرة شارف فيها على الموت تعذيبا مرة وجوعا مرة ودون أي سبب مرات عديدة، وإختطف فيها الموت أقرب رفاقه أمام عينيه، قبل أن يخدمه القدر ويختاره أحد الضباط الألمان ليكون مرافقا له ويرحمه من الأعمال الشاقة، إلا أن  عذابه النفسي يستمر كونه شاهدا على الكثير من الفظائع التي ترتكب بحق الأسرى خاصة اليهود منهم - وغيرهم - حتى يتمنى العودة للمعتقل والحياة كأسير عادي وسط أقرانه.

إلا أن الأقدار تخبيء له مصيرا مختلفا حيث يعرض عليه الانضمام لوحدة من المعتقلين الروس يتم إعدادهم ليصيروا جواسيس على روسيا لحساب الألمان، إلا أن صادق يرفض بإصرار غير مبرر، رغم كراهيته الشديدة لروسيا وإعتباره لنفسه قرميا أو تركيا، ثم إنه يقبل الانضمام لوحدة أخرى - دون مبرر أيضا- يتم تشكيلها من الأسرى القرميين لمحاربة روسيا تحت لواء الألمان.

لتنتهي الرواية بصادق في روما - التي لا نعرف كيف وصلها-بعد إنتهاء الحرب لصالح الروس وحلفائهم من الأمريكان وغيرهم، طريدا متخفيا متحسبا للقبض عليه في أي لحظة باعتباره خائنا لروسيا - التي لم يعتبرها وطنه يوما - ومتحالفا مع الجانب المهزوم في الحرب، ينفق أيامه في كتابة ذكرياته عن تلك السنوات الرهيبة، ورسائل لأخيه - الذي لم يره منذ بداية الحرب- نقرأ فيها نتفا من أحداث شخصية لم نحط بها خبرا، عن حبيبة مجهولة تدعى ماريا لا نعرف بداية قصتها ولا نهايتها، وغيرها من الحكايات المبتورة الغامضة.  

أحبطت بدرجة كبيرة لرغبتي في معرفة تفاصيل أكثر عن شعب القرم وكفاحهم ومعاناتهم ومصيرهم، إلا أن المؤلف إختار أن يحكي لنا بدلا من ذلك حكاية صادق طوران التي تتشابه مع حكاية ملايين الشباب غيره سواء كانوا من القرم أو روسيا أو ألمانيا أو غيرها من البلدان التي إنخرطت في هذه الحرب العبثية وذهبت أرواحهم أو أعمارهم هباء في أتونها، لم أشعر في أي لحظة أن معاناة صادق لها علاقة بكونه قرميا أو مسلما، وكان جفاف الأسلوب - الذي ربما يرجع للمؤلف أو المترجم أو كلاهما - والملل المخيم على الرواية كفيلا بالقضاء أي فرصة للإستمتاع بها.

Facebook Twitter Link .
12 يوافقون
اضف تعليق