سراي نامه؛ الغازي والدرويش > مراجعات رواية سراي نامه؛ الغازي والدرويش > مراجعة Aysha

سراي نامه؛ الغازي والدرويش - محمد عبد القهار
أبلغوني عند توفره

سراي نامه؛ الغازي والدرويش

تأليف (تأليف) 3.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

انتهيت منها في وقت قصير جدا ، وبصراحة استمتعت بها كثيرا ، ومن الجميل جدا أن أقرأ رواية كهذه لشاب يشق بداية طريقه ، أن تكون روايته الأولى بهذا الزخم والعمق والتفاصيل التاريخية ، حيث ندر هذا في بلادنا من ناحية كل الكتُّاب شيبا وشبانا ، ولكن طبعا وبدون ادنى شك لي عليها مآخذ ، وهذا أمر جبلٍّي في أي "إنسان" قاريء ، لن أبالغ في القول ان قلت انني صُعِقت وتألمت ، عندما ذكر الكاتب على لسان الأمير محمد حديثه عن الاسبان والبرتغال ! هل حقا كان يعي ما يقوله ؟! أيعتقد ان الاسبان في تلك الحقبة مثالا حسنا يُقتدى به ؟! ليته ذكر فرنسا أو انجلترا على الأقل ، ألا يوجد غير اللعينة قشتالة ؟!!!

في تلك اللحظة تعمقت تلك الفكرة " الغير " جميلة وعادت أشباحها ، بالحاجز الذي يفصل المشارقة بالمغاربة ! شبح تلك الكلمة التي تقول " بما يتعلق بموطن المغاربة هل نحن حقا أمة واحدة من منظور أهلنا المشارقة ؟ " اسبانيا والتي بالقرن السادس عشر وما نحن عنه ببعيد ! تطرد الموريسك "الشعب الاندولسي المسلم" في أقسى عملية تهجير عرفتها البشرية ! التي قتلتهم وحرقتهم بالنيران وهم أحياء فقط بتهمة الإيمان بالدين المحمدي ؟ ، ألا يكفي أن يعاني الشعب الموريسكي ألوان التعذيب والقهر في أوج قوة الدولة العثمانية ليأتي حفيدها ويتمنى لو يحتذي بـ " اكتشافات جلاديهم" وأية اكتشافات ؟! كلها بجهد العبيد وتحميلهم مالا يطيقون ، الامة الاسبانية والبرتغالية الأكثر توحشا التي ما ان انتهت من المسلمين ونصّرتهم وبعد قرنين من تنصيرهم هجّرتهم "بحجة أنهم لايزالون يخفون الدين المحمدي في صدورهم" حتى اندلعت نيران بطشهم بالهنود الحمر وافريقيا ، سامح الله الكاتب ألا يوجد مثال أكثر لطفا ؟ ربما لا يشعر مشرقي بهذه الحرقة ، انها قشتالة جلادة المسلمين المغاربة الشعب المهجّر، هل هي قضيتنا وحدنا ، ألا تهم المشارقة أيضا ؟ ام انها مجرد شيء عابر لا يُذكر الا من باب الحسرة على الفردوس المفقود !!!!!!!!!!

النقطة الأخرى والتي أزعجتني كثيرا "للغاية" هذه النظرة التاريخية الغير " منصفة " والتي حاول الكاتب تأكيدها أو لا أعلم ربما تعامل معها كأمر مسلّم به ، حينما وصف حال كوسم " اعتقد هكذا اسمها " وهندان عندما اتفقتا معا ، وصف الأمر بما يعني كلامه " لا أذكر النص بالتفصيل " انه زمن قدر للنساء ان يفعلن فيه الكثير " كلمة كهذه تضم الى اكوام الاتهامات والعرف التاريخي القائل " بإن النساء تصبح لهن السيطرة والكلمة والتدخل في الحكم عندما تنهار الدول وتصبح ضعيفة بل البعض يعزي ضعف الدول وسقوطها بسبب تدخل النساء فيها ! " وكأن النساء لا يعرفن سوى العبث ! ويتحكمن في الدولة بامور لا تزيدها هيبة ولا قوة أمام اعدائها ، نظرة تاريخية عنصرية و " بالخط العريض والحجم الكبير " (مردود عليها) ، لأن هناك أزمان كانت دولها في أوج قوتها وقد قدر للنساء ان يفعلن الكثير فيها وتصرفاتهن جلبت النصر لدولهن وليس الهزيمة والتقهقر ! ، هناك ازمان قدر للنساء بفعل الكثير في " توسيع الدول وزيادة نفوذها " ولدينا في دولة المرابطين دليل صريح في هذا بشهادة أميرها بن تاشفين في زوجته الملقبة او المعروفة باسم " الملكة " كانت في أوج القوة وليس في اوج القوة فحسب بل كانت في " التأسيس" كثيرات من النساء قدر لهن ان يفعلن الكثير في أزمان القوة والنصر وليس فقط في التشتت وعلامات السقوط !

لا اعلم هل كان فهمي لما يرمي إليه الكاتب خاطئا ؟ لا أعلم حقا ولكن هذا ما فهمته من سياق الكلام

بالنسبة للشخصيات ،،

"صفية" مذ بداية الرواية تصورتها " كما يصفها داوود" النقاء المشع ، البقعة النقية ، إلا ان النهاية أظهرتها بصورة شريرة ، كيف ؟ لأنها غضبت كثير من داوود بسبب قتله ابن أخيها ولكن داوود يجيب بأنه كان يقتل الكثير من الفلاحين والفقراء لماذا لم تكن تغضب منه ؟ هل الآن فقط أصبح قاتل عندما تجرأ على " آل عثمان " ؟؟

"داوود" تمنيت يا داوود ان تكون مثل مماليك مصر ولكن أنى لك أن تكون مثلهم يا داوود ؟ وانت فقط ، تقاتل لأجل داوود أنت فقط تؤمن بداوود أنت فقط يهمك امر داوود ، ولكن مماليك مصر الأقوياء كانو مختلفين عنك ، " رغم النزاع المستميت والمكائد العديدة للوصول الى السلطة " الا أنهم ، كان لديهم شيء يؤمنون به غير ذواتهم ، كانو ينقذون " أمتهم" و "شعبهم " كأمراء حقيقيين لا مماليك انتهازيين ، ليس مثلك يا داوود

"الأمير محمد"

أحببت هذا الأمير ، حلمه كان الأكثر نفعا والأعظم شأنا ، كان أمير الفقراء المجزل بالعطاء ، محب الكتب ناشر لعلوم الارض والسماء ، هذا أجمل من حلم الغازي :)

"السلطان عثمان غازي"

فور ان كتبت اسمه تذكرت عندما كان يتكلم عن الحرب وداوود منزعج من " عبث الأطفال " هههههههه وأكثر ما أضحكني عندما قال انه سيقودهم للنصر ، أثارني التساؤل لماذا كل اولئك الكهول يسترضون هذا الطفل ، آه تذكرت هذا بفضل النسب :) ، هذا السلطان الطفل يحمل شخصية قوية وطموحه لكنه أضاع فرصه الثمينه بالتهور والطيش ، ولن أسامحه أبدا على قتل محمد :(

" كوسم وهندان ومراد "

شخصيات تتكرر في قصور السلاطين بكثرة لا شيء مميز بخصوصهم

"المؤسسة الدينية في الدولة"

العجز واضح في ما هو مهم ، والنفوذ مسموح والفتوى مفتوحة خارج الخطوط الحمراء !

أحزنني حال عمر في النهاية ، كيف كان شعوره بعد قتل محمد ! الشعور الذي دفعه لأن يذهب راكضا ولا يعقب ! ، كان عميقا صحيح ؟!

"السلطان مصطفى الدرويش"

يخرجونك من "قفصك" ويستغربون رفضك ؟ ما بالهم ؟ انت من تستغرب صحيح ؟ يخرجونك من قفصك الواسع الذي يسع أضعاف ذاك السراي ويريدونك ان تقبل ، لا تلمهم "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "

رواية جميلة ، لازلت حزينة على محمد

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق